منذ نحو ثلاثين عاما وقعت احداث أدعي وعيي لها بشكل لا بأس به رغم إنني بدأت أخلط في أحاديثي بما لا يمكن فهمه أحيانا - لست أدري ان كانت بوادر الشيخوخة قد حلت - وهو أمر سيرغمني على مراجعة حساباتي. خاصة وان خزانتي الشخصية قد امتلأت مؤخرا «بالأصباغ» هذا اعتراف ضمني لي بالكذب والتملق على من حولي بدعوى روح الشباب وأصدقكم القول إنني بدأت أمارس لعبة الكذب هذه .أو ما يطلق عليها في صوالين الحلاقة تهذيب وتجميل للشخصية منذ ما يقارب العامين فقط..ولم يتسن لي ان أعيش مثل هذه الايام من جفاء ذوي القربى وخيل لي ان عترتي وكل ما يمت لي بصلة قد انقرضوا.. ربما بفعل عوامل الزمن!!وهأنذا انظر الى عدسات نظارتي السميكة وأدقق النظر في شيبتي وثقل السنين التي أحملها .. بيد ان عمري كغيري من أقراني ضحايا قرار أرغمنا على توحيد ميلادنا ليطلق علينا اليوم «بزارين» 1/7وهو مالايمكن لي ان أحصيه لكنني سمعتهم ذات مساء يتهامسون انني من مواليد عام الجدري المائي الذي فتك بأغلب المواليد وتجاوزني.. لاأعرف لماذا؟ لعله قدركم ان تصطبحوا خمسة ايام في الاسبوع بهرطقاتي!! وقيل ان ذلك المرض فتك بالكثير من الابناء بيد انه جاء في زمن لم يدرك فيه أحد خطورته ومالا نعرفه هو كيف يعود هذا المرض مرة أخرى وينتشر بشكل سريع في القرى و بعض المحافظات اليوم . ولم تحرك الصحة ساكنا للأمر ولذلك يستوجب علينا ان نواجه واقعنا بالحقيقة دون مواربة أو خشية من مسؤول .فلا أحد سيعلق لهم المشانق أو يقذف بهم الى بئر ملىء بالخوابير!! و مشكلتنا الدائمة مع بعض أجهزتنا الحكومية هي إما التزام الصمت او تكذيب الاخرين وهو العمل الذي تنتهجة ادارات العلاقات العامة في اغلب القطاعات الرسمية هذه المنهجية التي يستضحك بها علينا بعض المسؤولين هي محل تهكم العالم المتقدم عنا لأن هذا الخوف على الكرسي لامبرر له فيما لو اعترف بحقيقة الامر . ولأننا لانريد مسؤولا يرتجف بعد كل تصريح يبوح به عن عدم دراية.. فلابد ان تكون هناك محاسبة لكل مسؤول ينفي ثم يتراجع ثم ينكر.. دعونا على الاقل نبوح بسريرة مخجلة تحتجزها اغلب أقفاصنا الصدرية رغم ان البعض دوما ينكرها وسأحدثكم لاحقا عن اطباء الصحة وكيف كانوا يعملون وعن المعاناة التي كانت تواجه المواطن في الحصول على علاج وتحول الامر اليوم من علاج الى البحث عن واسطة من اجل سرير ..الله يستر!!