طالب عدد من الفنانين السعوديين بضرورة استثمار المواقع الأثرية والتراثية والسياحية التي تتمتع بها مناطق ومدن المملكة، في الأعمال الدرامية السعودية، معتبرين أنه لا يوجد ما يبرر غياب التراث الوطني السعودي عن كاميرات الأعمال التلفزيونية، ومشيرين إلى أهمية أن يحظوا بالدعم اللازم من أجل تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال التي توثّق وتؤرّخ تراثنا وآثارنا وتظهر الوجه الجميل لمدن مملكتنا الحبيبة.. الحس الوطني الفنان يوسف الجراح أكد أن حضور التراث المتنوع والكبير للمملكة في الأعمال الدرامية السعودية هو شيء مهم وضروري جدًا، معتبرًا أن اهتمام الفنان بإحياء التراث وتقديمه بالشكل اللائق في أعماله الإبداعية ينبع من ضميره وحسّه الوطني كأي مواطن عادي يرغب في إبراز تاريخ وتراث وطنه ويشعر بأهمية ذلك، وتمنى الجراح أن يتوجّه المنتجون السعوديون لإنتاج أعمال تراثية، سواء بتصوير أعمال درامية قصتها غير مرتبطة بالتراث في مواقع تراثية، أو الاتفاق مع الكتَّاب على كتابة أعمال تراثية خصّيصًا تتناول حقبة زمنية أو مدينة أو موقع تراثي بعينه، وربما يكون العمل نابعًا من فكرة أو قصة تراثية لدى المنتج يحاول تنفيذها فنيًا. كما طالب الفنان يوسف الجراح بالتوظيف الدرامي للأماكن التراثية أو «اللوكيشانات» أو المعلومات التي تضاف للعمل بشكل احترافي وبطريقة مناسبة، موضحًا أن المواقع التراثية في كافة أنحاء المملكة تتميز بالثراء والتنوع التاريخي والجغرافي، كما أنها أماكن جميلة تحمل عبق التاريخ السعودي، وهي مريحة للعين ومميزة في التصوير التلفزيوني. وأضاف قائلًا: شاركت في تصوير أول إعلان متلفز لهيئة السياحة، كما أنني شاركت في العديد من الأعمال الدرامية التي تم تصويرها في مواقع تراثية مثل الدرعية وشقراء وجدة القديمة والمنطقة الشرقية وتضمنت قصة تراثية أو إبراز لأماكن تراثية، وكان مردودها الجماهيري مميزًا، وأتمنى أن أشارك في بطولة وإنتاج مسلسل تراثي قريبًا، ولكن الأعمال التراثية مكلفة جدًا ماديًا وتحتاج إلى وقت كبير في التحضير والتصوير، لذا أرجو أن أجد الدعم من وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة والآثار لتنفيذ هذه الأفكار. نشر السياحة الداخلية الفنان عبدالله العامر اشار إلى أنه من الضروري على الفنانين والمنتجين السعوديين تقديم أعمال درامية تراثية ذات قيمة على شاكلة ما تقدم الدراما الشامية أو حتى تصويرالأعمال في المواقع التراثية الجميلة والكثيرة التي تضمها ربوع الوطن الغالي، مبيّنًا أن الدراما يجب أن يكون لها دور في نشر السياحة الداخلية وتوثيق التاريخ والتراث الوطني، وقال الفنان العامر: شاركت من قبل في بطولة مسلسل «قلوب خرساء» الذي تم تصويره في أبها وحاولنا دعم السياحة بتلك المنطقة، كما أنني صورت مسلسل «وعاد قلبي إلى هناك» الذي عرضه التلفزيون السعودي منذ سنوات وتم تصويره ما بين تنومة والرياض وفي محافظة النماص المتميزة بالطبيعة الخلابة، وأبرزنا من خلاله التراث الثقافي لتلك المدينة الجميلة ولكنني قابلت بعض المشاكل من عدد من المتشدّدين هناك بحجة أن العمل يخالف العادات والأعراف السعودية رغم أنه كان يهدف لتقديم قصص واقعية من المجتمع السعودي. التوعية والتثقيف من جانبه، شدّد الفنان فايز المالكي على أهمية مشاركة الدراما في التوعية والتثقيف فيما يخص التراث الوطني السعودي، سواء من خلال إنتاج قصص عن التراث أو التصوير في «لوكيشانات» من التراث الجميل والرائع الذي تزخر به كل المناطق بالمملكة، موضحًا أن ذلك يسهم في تعريف أبناء الوطن بمخزونهم التاريخي والحضاري وكذلك توثيقه في أعمال فنية. وقال المالكي: تلك الأعمال تسهم كذلك في تصوير طبيعة الحياة في ذلك الزمن القديم لتوعية الأجيال الجديدة بحياة الآباء والأجداد، وأيضًا منذ سنوات قدمت مسلسل «عيال منفوحة» الذي تم تصويره في البيئة التراثية بأحد الأحياء القديمة بالرياض وهو حي المنفوحة أشهر الأحياء الشعبية بالعاصمة. زيادة إنتاج هذه الأعمال المخرج خالد الطخيم طالب بزيادة إنتاج الأعمال التراثية بدعم من بعض الجهات الحكومية مع تسهيل تصوير الأعمال بالمناطق والمواقع التراثية، مبينًا أن أمنيته بعمل مسلسل تراثي تحققت من خلال إخراجه «أيام وليالي» الذي عرض في رمضان الماضي على التلفزيون السعودي ودارت أحداثه في حقبة زمنية في الزمن الماضي حول قصة تراثية واقعية، وتم تصوير المسلسل في الرياض القديمة في عدد من الأحياء المعروفة فيها مثل شارع العطايف ودخنة والظهيرة والدحو وغيرها دون أي مشاكل في كواليس غلفها الحب والمودة بين الجميع. وأضاف الطخيم: ذلك المسلسل كشف طبيعة الحياة في المجتمع السعودي خلال فترة زمنية سابقة، ولذلك حرصت على الاهتمام كثيرًا باللهجة النجدية والملابس والتفاصيل الخاصة بالزمن الماضي حتى في ألوان الصورة وغيرها.