يستقبلك موظف الجوازات في الدول الأجنبية بابتسامة. وفي هاواي بكلمة "الوها" أي أهلا وسهلا. بينما تقابل في الدول العربية بتكشيرة كأنك عدو، كأن بينك وبينه خصومة، كأنك أكلت مال أبيه وأهله. وقبل فترة تطوعت في فض اشتباك بين مسافر كان يتقدمني في الطابور وموظف جوازات في مطار دولة عربية عزيزة. لقد عزّ على المسافر القادم من رحلة طويلة أن يلقي التحية، فلا يجد ردًا، بل تجاهلًا واستعلاء، فأثار ذلك السلوك في نفسه غضبًا، وصراخًا عاليًا، ويتكرر الفعل، ليس في المطارات بل في دوائر عديدة وجدت من أجل خدمة الناس لا من أجل العاملين عليها، ولا يزال يثير حفيظتي مشهد في دائرة خدمية لن أنساه أبدًا. موظف، غارق في حديث هاتفي، يضع رجلًا على رجل، ينفث دخان سيجارته في الهواء بلا مبالاة، يصيب بضرره كل من في المكان، وأمامه تقف امرأة تتفجر غضبًا، تكاد تسقط على الأرض من ملل الانتظار وطوله، ومن دخان السيجارة ومن حالة الاستفزاز.. كان الموظف على استعداد لأن يدخل في معركة مع أي شخص يقول له يا راجل عيب، أو استحي، أو أي عبارة احتجاج!!