تصاعدت الضغوط على الجامعة العربية لإحالة الملف السوري الى مجلس الامن مع تسليم المراقبين العرب «تقريرا حاسما» حول الشهر الاول من مهمتهم في هذا البلد، فيما قتل خمسة مواطنين وجرح اخرون برصاص الامن في «جمعة معتقلي الثورة» في سوريا. وفي القاهرة، اعلن مسؤول في الجامعة العربية ان رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق اول محمد الدابي سيعود اليوم السبت الى القاهرة لتقديم تقريره الثاني، مرجحا «التمديد لبعثة المراقبين العرب في سوريا ومضاعفة عددهم الى نحو 300 مراقب». واكد المجلس الوطني السوري الذي يضم الجزء الاكبر من المعارضة في بيان ان رئيسه برهان غليون سيتوجه الى القاهرة مع عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد من وزراء الخارجية العرب. وقال البيان انه من المقرر ان يطلب هذا الوفد من الامين العام للجامعة والوزراء العرب الذين سيلتقيهم «العمل على نقل الملف الى مجلس الامن للحصول على قرار يتيح انشاء منطقة آمنة وفرض حظر جوي ويعطي قوة دفع دولية». واضاف ان هذا القرار من شأنه ان «يشكل عنصر إلزام يمنع النظام من الاستمرار في قتل المدنيين ويرتب عليه عقوبات رادعة، بما في ذلك استخدام القوة لمنعه من مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالسكان». من جهتها، حثت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة مجلس الامن على فرض عقوبات على دمشق من اجل وقف العنف داعية الجامعة العربية الى نشر التقرير الذي يتوقع ان يسلمه اليوم رئيس بعثة المراقبين العرب. كما اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا «لن تسكت امام الفضيحة السورية» ولا يمكن ان تقبل «بالقمع الوحشي» للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الاسد الذي «يجر البلاد مباشرة الى الفوضى». واكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سوريا السفير عدنان الخضير ان رئيس بعثة المراقبين العرب «سيعود السبت الى القاهرة من دمشق لتسليم الامين العام نبيل العربي تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيا على مدى شهر فى مختلف المناطق السورية التي تشهد اضطرابات واحتجاجات». من جانبه اكد نائب رئيس غرفة العمليات علي جاروش ان «كل المؤشرات تدل على انه سيتم التمديد للبعثة لمدة شهر آخر لان الشهر الاول لم يكن كافيا حيث تم استهلاكه في الاجراءات اللوجستية». من جهة اخرى، اوضح الخضير ان الدابي ارجأ عودته للقاهرة 48 ساعة بعد تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية من اليوم السبت الى غد الاحد». وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري الاحد في القاهرة لدراسة التقرير وتقديم توصياتها الى اجتماع لوزراء الخارجية العرب يعقد الاحد ايضا. ومنذ بدء مهمة بعثة المراقبين العرب في 26 ديسمبر، قتل مئات الاشخاص بحسب المعارضة والاممالمتحدة. واستنادا الى ارقام ناشطين سوريين قالت هيومن رايتس ووتش ان 506 مدنيين قتلوا واعتقل 490 آخرون منذ 26 ديسمبر يوم بدء المهمة الهادفة الى التحقق من احترام دمشق بروتوكولا ينص على وقف العنف وسحب الدبابات من المدن وحرية تنقل وسائل الاعلام الاجنبية. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف مارس سقط اكثر من 5400 قتيل حسب الاممالمتحدة، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة. ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد انه يقاتل «مجموعات ارهابية» يتهمها بالرغبة في زرع الفوضى في البلاد في اطار «مؤامرة» يدعمها الخارج. ولم يمنع القمع الذي تمارسه السلطات ضد المحتجين من خروج آلاف المتظاهرين تلبية لدعوات جديدة اطلقها ناشطون مطالبون بالديمقراطية أمس الجمعة تحت شعار «جمعة معتقلي الثورة». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مواطنين قتلا في حمص فيما قتل متظاهران برصاص القوات السورية في البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور» (شرق) كما استشهد شاب اثر اطلاق رصاص من قوات الامن السورية في مدينة دوما» (ريف دمشق) حيث جرت اشتباكات بين قوات الامن ومجموعة منشقة. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، اضافت المنظمة الحقوقية «ان ستة مواطنين اصيبوا بجراح اثر اطلاق نار من رشاشات متوسطة باتجاه قرية عين البيضا الواقعة على الحدود السورية التركية» لافتا الى ان «احد الجرحى نقل الى داخل الاراضي التركية».