بداية استنكر المختص بالإعلام التربوي الدكتور زهير حسين غنيم ما يحدث في المولات التسويقية من منع للشباب من الدخول. وقال: أؤيد دخول الشباب إلى المولات من باب تبسيط الأمور على الشباب، فشبابنا ليس سيئًا ويتسلح بالوازع الأخلاقي ودوما ما نرى منهم المبدعين والمثقفين. وأضاف لابد أن نعطي الشباب الثقة بالنفس وإذا رأينا من بعضهم تصرفا غير لائقا فمن الأولى نصحه، لا منع الشباب كلهم بسبب خطأ ارتكبه أحدهم. التصرف الصحيح وأوضح أن قرار منع الشباب لا يستند إلى قرار صائب وذلك لأن الفتيات لا يمنعن، والتصرف الصحيح لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار المساواة بين الجنسين. وقال: نرى فتيات يلبسن الضيق وأجزاء من أجسادهن مكشوفة وهن أولى بالمنع. وأضاف لا بد لنا من إعطاء الشباب الثقة بالدخول مع متابعتهم ونصحهم وتوجيههم فالشباب جميعهم ليسوا مراهقين كما أن أهدافهم ليست دائمًا ذميمة. وأشار إلى أن منع الشباب من دخول المولات هو الذي يدفعهم إلى الإصرار على انتهاك هذا الحظر بشتى أنواع الطرق والوسائل لأن كل ممنوع مرغوب. وكشف عن أن البعض من الشباب يلجأ في التحايل على هذا المنع إلى اصطحاب بعض ذوي رحمه معه كي يتمكن من الدخول ثم ينطلق بعد ذلك بفرده بحرية تامة. أسلوب تربوي وطالب غنيم بإسداء النصح وممارسة المراقبة والنصيحة للشباب بطريقة محببة. وقال: يجب متابعة ومراقبة الشباب ولكن بطريقة غير منفرة وبأسلوب تربوي وهادف كي يتقبل الشباب الأمر دون أن يصل الأمر إلى المنع التام الذي قد يدفعهم إلى التمادي والتحايل. وأضاف هناك بعض المولات التي لا تمنع الشباب من الدخول، وقد لوحظ انصراف الشباب عنها، لأنها لم تمنعهم من الدخول. وتابع لا بد أن نعامل الشباب بالطريقة التي تشعرهم بالثقة وتدفعهم إلى احترام أخلاق وتقاليد المجتمع حتى لا نضطرهم إلى اتخاذ الطرق غير المشروعة والأساليب الملتوية، فالشباب واع ومثقف وعلينا أخذه باللين والرفق، ولا يفترض أن نعامله بالطرق الرسمية. أهل كفاءة من جانبه اعتبر أستاذ علم اجتماع الكوارث بجامعة الملك سعود الدكتور ناصر العسيري أنه من الصعب التعامل مع الشباب بطريق تفترض عدم توفر الثقة فيهم. وقال: الشباب على النقيض من ذلك تمامًا وهم أهل كفاءة ولا يمكن أخذ الكثرة بجريرة القلة. وأضاف هناك نسبة كبيرة من الشباب حققوا انجازات وإبداعات وحصلوا على براءات اختراع. واستدرك قائلًا: لكن في المقابل نجد في كل مكان البعض من غير الأسوياء ويعود ذلك لعدة أسباب من أهمها هي ضعف التربية من قبل الوالدين الذين قد يقصرون في تربية أبنائهم. وحول جدوى منع الشباب من دخول المولات ذكر أن الهدف من قرار المنع هو التحوط من وقوع مشاكل أو أن السبب قد يرجع إلى استقلال المكان على العائلات كي تستطيع العائلة أن تتسوق دون مواجهة مضايقات من قبل الشباب. وأشار العسيري إلى أن مشاكل الشباب لا تخلو منها أي دولة في العالم، وقائلًا: لا يمكن الحكم على الشباب بأن تربيتهم خاطئة. وأقر بوجود شريحة من الشباب تذهب إلى المولات بهدف اللعب وممارسة الغزل مع الجنس الآخر. واعتبر الشريحة التي تذهب بهدف التسوق أو مرافقة أسرها هي الأكبر. المخالفات السابقة من جهتها أرجعت أستاذة علم النفس الدكتورة عزيزة لنجاوي مسألة عدم دخول الشباب للمولات إلى مخالفات سابقة بنيت عليها هذه المواقف. وأشارت إلى أن التصرفات الخاطئة تتسبب في نتائج سلبية دائمًا والمنع كان أحد هذه التصرفات. وحول جدوى منع الشباب من دخول المولات قالت: القرار يحتوي على جوانب ايجابية وأخرى سلبية، فبعض الشباب تصدر عنهم أفعال وتصرفات غير لائقة ولهذا تم منع الجميع من الدخول. وأضافت الايجابي في القرار هو حماية الأسر من هذه التصرفات الخاطئة وفي المقابل يعد منع جميع الشباب تصرف غير صحيح وسلبي إلى حد كبير، فالسوق وجد لأجل الجميع وليس لفئة أو طائفة من الشباب فقط. وانتقدت الشباب الذين يذهبون إلى الأسواق لأجل التعرض للفتيات. وقالت: لقد وجدت الأسواق للتسوق والجدير بالشباب أن يوجهوا طاقتهم في التفوق الدراسي أو قضاء الواجبات الأخرى التي تتطلب بذل الجهد والوقت. وحول الأسباب التي تحدو بعض الشباب إلى استهداف الفتيات قالت: قد تكون التربية غير الجيدة هي أحد الأسباب ولكن من الصعب حصر كل الأسباب فيها، فأصدقاء السوء قد يساهمون في فساد الشخص. واعتبرت أن الظاهرة تنحصر في عدد محدود من الشباب أما النسبة الغالبة فمازالت تتصرف بمقتضى الأخلاق. وقالت: أتطلع إلى الوقت الذي تزول فيه هذه المنغصات حتى يتعامل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض بلا منغصات. ..والشباب يرفضون المنع ويدعون إلى تطبيق معالجة أخرى بدوره وصف الشاب أمير بن خالد منع الشباب من دخول المولات بالقرار الغريب. وقال: لا يمكن تعميم عدم الثقة في فئة الشباب كلها بهذه الطريقة، لأنه ينطوي على إدانة إلى كل الشباب وهذه غير مقبول. وأضاف لو أراد الشباب التحرش لتعرض لهم في أماكن أخرى فوجودهم لا يكون قاصرا على التواجد في المولات. أوضح أن القرار يعكس صورة سيئة للشباب ويعتبرهم سيئي التربية وهذا غير حقيقي. وأوضح أن المشكلة تكمن في بعض الأوقات في البنات. وقال: هن من يدفعن الشباب إلى المضايقة. وطالب بمعالجة الظاهرة من خلال القانون وليس بالإقدام على منع فئة الشباب جميعهم. صائب وخاطئ وفي المقابل اعتبر الشاب نواف الحداد أن قرار منع الشباب من دخول المولات قرارا صائبا وخاطئا في نفس الوقت. وقال: فمن ناحية توجد شريحة من الشباب بهدف الغزل والإيذاء والقرار أنقذ الفتيات والأسر من التعرض لمضايقات هؤلاء وهذا هو الجانب الإيجابي. وأضاف ومن ناحية أخرى تسبب القرار في حرمان الشباب من التسوق وحرم أسرهم كذلك من المساعدة التي يمكن أن يضطلع بها الشباب وهذا ليس أمرا ايجابيا. ودعا الحداد إلى إعادة النظر في قرار الحظر وتطبيق معالجة أخرى تحصر العقاب في الفئة المخالفة.