· لو خفت ما حملت القلم ولا كتبت اسمي هكذا كنت أعتقد !! واليوم هأنذا أعترف للجميع بالخوف قبل الكتابة وبعد الكتابة والسؤال عن الخوف غير المبرر !! هو لاينتظر إجابة وأعلم انني مسالم في حياتي كلها إلا على الورقة كما أعلم انني إنسان قضى نصف عمره في القرية بعيدا عن المدينة بعيداً عن الترف قريبا من الحياة البسيطة ، لم يكن غدائي بوفيهاً مفتوحاً ولا عشائي مأكولات بحرية بل كان الخبز الجاف الذي تخبزه أمي هو العشاء الذي لا يتكرر وببساطة كانت حياتي تحملني لكي أبقى على حافة الحقيقة وكنت أمضي وفي يدي ذاتي التي تمرغت في ضفاف التعب وكان حرصي على أن أصنع لنفسي بعض ما يمكن لنفسي في وطني الذي حملته معي حتى في المنام وخفت عليه حتى من نفسي وكنت أتمنى ان أكون أي شيء إلا ان أكون كاتبا لأنني كنت أعلم أن الكتابة هي ليست بالمهمة السهلة كما كنت أعتقد أنني شجاع لايعرف الخوف صدره لأكتشف من خلال الأستاذ ثامر الميمان الذي أورد الخوف في لقائه في برنامج إضاءات الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل أنني جبان وخواف ذلك لأن لهذا الكاتب الساخر والمبدع الثمين في ذاكرتي قصورا ومدنا ودولا وحين قدم مفردة الخوف بطريقته الساخرة وقال( انه يخاف من الخائف ) هنا ولدت مأساتي وهنا كانت حكايته التي أضحكتني ضحكات تشبه البكاء حيث ولا اسوأ من ان يشعر المبدع انه مطارد وان الخوف من مفرداته هو خوف مربك يحق للآخر مصادرته منه ليبقى بعيدا عن الناس لكي لا يؤذيهم به وهي قضيتنا مع الكتابة والرقيب الذي يمارس الدور لأنه موظف مهمته ان ينفذ سياسة التحرير وعليه ان يكون امينا ويسرق من المقال بعض مفرداته ببراعة وهو يتألم لأنه يعلم ان كل مفردة تغادر هي أصدق من اختها لأنه يؤمن بأن الكاتب الذي يكتب الحقيقة بشجاعة هو إنسان مختلف ومواطن يكره الخطأ بقوة !!!،،،، · هو الخوف هذا المنتج المكون من حروف ومشاعر راجفة لذاكرة معلقة بين السماء والأرض خاصة حين يحضر (الخوف ) أثناء الكتابة وهي المهمة الوطنية النبيلة بل هي الشجاعة وهي النبل وهي الإنسانية وهي كل ما خلق في الكون من مفردات الجمال ولأن الخوف هو الحقيقة التي قالها ثامر والتي تحاصرنا جميعا ومن يقول غير ذلك هو يكذب على نفسه والسؤال هنا هو للخوف مني عن سبب حضوره مع انه يعلم ان الكتابة تطهرنا من كل ما يعلق بنا منذ لحظة الولادة كما اعلم أنني اكتب للناس وأحيا وفي يدي تاريخي الذي رافقني وحملتني كلماته هكذا (إنسان ) قط ما خان ، قط ما غدر قط ما كذب، قط ما سرق، قط ما تخلى عن مبادئه ، لأنه ببساطة يعلم جيدا أنه إذا ثوى لن يترك لأبنائه مليارات من الدولارات ولا عقارات ولا عمارات بل سيترك لهم اسمه الذي أرهب كل الغادرين !!! · (خاتمة الهمزة) .... عار ان نصنع الخوف للآخرين ، عار أن نخاف ، عار أن نكذب على الوطن ، عار أن نمارس الخديعة وعار على الخوف ان يحضر اثناء الكتابة وهي المهمة الوطنية ....هذه خاتمتي ودمتم.