لعل أول الفرحين المغتبطين لخروج الدكتور محمد البرادعي من سباق الرئاسة في مصر هو السيد منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري الذي رشحته السيدة جيهان ذات يوم نائبًا للسادات. والواضح الذي لم يعد يحتاج إلى دليل أن الصفقة التي أبرمت والمبايعة التي تمت تقضي بأن يزج بمنصور في معترك التنافس «الوهمي» على الرئاسة، ويستمر الجنزوري في ترتيب أوضاع البيت الجديد أو القديم.. الله أعلم. ومع كامل الاحترام والتقدير والحب للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح «ضمير مصر النقي» والدكتور محمد سليم العوا «فكرها الثاقب» وحمدين صباحي «ابنها المخلص» وحازم أبواسماعيل «صوتها الأصيل» بل وعمرو موسى «شيخها العتويل»، فإن كل الطرق تقود الآن لمنصور حسن!. إن ظهور جماعة في «الغربية» أو حتى في «الشرقية» تنادي بترشيح منصور حسن رئيسًا هو أنبوب اختبار جديد، يأتي فور التأكد من عدم جدوى ترشيح الفريق شفيق أو الفريق خير الله أو أي فريق آخر من فرق السعي لمحاصرة الثورة. لقد تحدث منصور ومازال يتحدث وكأنه يعيش في الرئاسة أبدًا، كما خطط الجنزوري ومازال يخطط وكأنه يضع الخطة الخمسية بل العشرية للدولة الجديدة غداً. ومهما يكن من أمر فهناك ملاحظات ينبغي تأملها طويلا، أولا: إنَّ فرح المرشحين الحاليين بخروج البرادعي لا ينبغي أن يطول وإن كنت أثق تمامًا في أن أبو الفتوح المرشح الأقوى لم يفرح، وأن أيمن نور لم يسعد!. ثانيًا: إن خروج البرادعي من الساحة الضيقة ومن التنافس الوهمي سيجعله بل جعله منذ مساء السبت الماضي الرجل الأقوى، ليس بحضوره في الشارع وإنما بأسئلته المستفزة وأطروحاته المحرجة ونداءاته المجلجلة. ثالثًا: إن خداع بعض شباب الثورة لا يمكن أن ينطلي على جموع الشعب فضلاً عن المرشحين الحقيقيين للرئاسة «أبوالفتوح والعوا وحمدين وموسى» الذي يدفعونه ليكون «فرعون». رابعًا: إن تصريح الدكتور البلتاجي «أمين الإخوان الصادق بحق» عن صدمته لإعلان الدكتور البرادعي الانسحاب يعكس بوضوح حقيقة الصفقات التي لم تصاغ ثم تجهض، وحقيقة الصراعات التي تهب ثم تخمد، وحقيقة المقاولات التي تُرسم ثم تُمحى. أخيرًا، فإن ميادين الضمير المصري النقي في التحرير والأربعين والقائد إبراهيم لن تقبل بأي صفقات مسمومة وصراعات ملغومة ومقاولات مغشوشة؛ لأنَّ مصر تكاد تصرخ بقوة.. من غشنا فليس منا.. من غشنا فليس منا.