أصدرت مجموعة «حملة السفارة الخضراء» المعارضة التي تضم دبلوماسيين إيرانيين منشقين، مساء أمس بياناً في العاصمة النرويجية أوسلو تحت عنوان «طبيعة التفجيرات الإرهابية في إيران وسوريا والعراق» حول اغتيال العالم النووي مساعد الشؤون التجارية في منشأة نطنز النووية مصطفى أحمدي روشن، اتهمت فيه السلطات الإيرانية بالقيام بهذه العملية لأسباب داخلية وخارجية أهمها توحيد الصفوف الداخلية وكسب التعاطف الدولي في الظرف الذي تخيم فيها أجواء الحرب ضد طهران بسبب أنشطتها النووية المريبة. واستناداً إلى ما اعتبره الدبلوماسيون المنشقون التقارير والمعلومات الموثوقة الواصلة إليهم بخصوص اغتيال أحمدي روشن أكدوا أن مساعد الشؤون التجارية في منشأة نطنز «كان ينتقد الطريقة التي يدار بها البرنامج النووي للنظام والتي تؤدي إلى الفقر العام والتضخم وفرض حرب أخرى على الشعب الإيراني». وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت الاربعاء الماضي مقتل أحمدي روشن إثر انفجار قنبلة لاصقة شمال العاصمة طهران مع أحد مرافقيه وجرح شخص ثالث كان برفقتهما، واتهم المسؤولون الإيرانيون كلاً من أمريكا وإسرائيل والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالضلوع في الاغتيال. وفي الوقت الذي تحدثت بعض وسائل الإعلام الإيرانية عن أن أحمدي روشن كان من تلاميذ آية الله عزيز خوشوقت والد زوجة مصطفى خامنئي نجل المرشد الإيراني الأعلى، إلا أن بيان «حملة السفارة الخضراء» يؤكد أنه كان يعارض بشدة السياسة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لاسيما في مجال شراء خام اليورانيوم من بلدان في إفريقيا وأمريكا اللاتينية بأسعار مضاعفة لأنه كان يعتقد أنه بالإمكان استخراج هذا المعدن في الداخل بأرخص الأسعار، منتقداً منح امتيازات غير منطقية لمسؤولين فنزويليين لنقل هذه المواد سراً إلى إيران وكوريا الشمالية خلافا للمصالح الوطنية الإيرانية، حسب البيان. وجاء في جانب آخر من بيان الدبلوماسيين المؤيدين للحركة الخضراء أن المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي كان اجتمع قبل شهرين بعدد من كبار رموز النظام الموثوقين ونقل لهم أقوالاً لمؤسس النظام آية الله خميني صرح بها في عام 1988 لتبرير القيام بالتفجيرات والاغتيالات وزرع الخوف والرعب في قلوب المعارضين وإلقاء اللوم على المجموعات المعارضة، وهذا ما يبرر ضلوع النظام الإيراني في التفجيرات والأحداث التي تشهدها الساحات العراقية والسورية والإيرانية.