صدر ديوان العقيلي الشاعر السعودي الأصل الذي نشأ يتيما بعد وفاة والده واستقر به المقام في دبي التي وصلها وهو صبي في مقتبل العمر واستقر بها. والشاعر العقليلي الذي استوطنت صدره ومشاعره وعواطفه غبنة الفراق والألم واليتم وكان عليه أن يعتمد على نفسه وهو في سن الرابعة عشرة ساعده ذكاؤه على ذلك فاستطاع أن يقتحم المجالس وأن يبرز لدى علية القوم، ذلك عندما قارب عمره العشرين عاما، وهذا خلافا لما ذهب إليه الدكتور احمد أمين المدني في كتابه «الشعر الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة نشأته وتطوره الذي قال بمجيئه وهو ابن الرابعة عشرة، ويؤيد هذا الاتجاه الذي ذهبت إليه ما كتبه الأستاذ عبد الغفار حسين في بحثه عنه في جريدة الخليج العدد 2401 بتاريخ 14/11/85 وقد ذهب الشاعر عارف الخاجة في مقالته عنه بجريدة البيان إلى ما ذهب إليه د. احمد أمين المدني من أنه قدم للإمارات وعمره أربعة عشر عاما معتمدين على قوله: «جئت دبي وأنا صبي من غير أم.. وأب» ولكن السيد يوسف الخاجة أحد المصادر الموثوق بها عن العقيلي والذي لازمه مدة طويلة، يقول أن الشاعر قبل مجيئه إلى دبي كان متهما بمناوءته للأتراك بالإحساء وتمت الوشاية به، وقد أدخل الحبس بسبب ذلك، وقد أورد الشاعر ذلك في شعره: «دخلنا بحبس الترك من غير سبة نجازى بها والنفس فيها نلومها» - كما يذكر السيد الخاجة أن الشاعر بعد ان اطلق من الحبس غادر الاحساء الى العراق، وعاش في ربوع الامير صالح المنصور احد حكام المنتفج بالناصرية، وبعد وفاته اخذ يتنقل بين دبي وعمان وابوظبي والبحرين، وكان مجيئه الى دبي في آخر عهد الشيخ مكتوم بن حشر الذي حكم دبي من 1894م الى 1906م، وفي أثناء تنقل الشاعر امتدح كلا من الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين. والشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، والشيخ مكتوم بن حشر، والشيخ بطي بن سهيل، والسلطان فيصل بن تركي، سلطان عمان، جد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ابن فيصل، كما مدح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ووالدته الشيخة حصة بنت المر والشيخ مانع بن راشد وغيرهم من حكام ورجالات الإمارات. وقد توطدت علاقته مع السلطان فيصل بن تركي ونال حظوته لما لقيه فيه من فهم وأدب، فقد كان فيصل محبا للشعر والأدب، وقد امتدحه العقيلي بقصائد كثيرة، ولما تولى الشيخ بطي بن سهيل حكم دبي، بعد وفاة الشيخ مكتوم بن حشر قرّب العقيلي وطلب منه البقاء في دبي، وزاد من تقريبه له أن عقد له الوصاية على أولاده من بعده. ويعتبر العقيلي من دعاة القومية العربية المرتبطة بالإسلام، لأنه يرى أن علاقات الشعوب يجب ان تبنى على أساس من الترابط الإسلامي، ويكره الاستعمار ويدعو لمحاربته، وقد عارض بعض تصرفات الأتراك في الأحساء وكان رافضًا لهم مما جعلهم يلقون به في الحبس كما مر بنا، ولذا فاننا نراه بعد ازدياد المد الاستعماري الأجنبي يقول: «قد كنت آبي لتركي يصافحني والآن للغرب ذلا طأطأ الرأس» - وكان من أوائل من تصدوا للاحتلال الصهيوني وانتقد وعد بلفور عندما أعلن: «أبى الله أن بلفور يصدق وعده ..ويصدق وعد الله والله أعلم» وقد توجه بنداء إلى الأمة العربية يستحثها لنصرة فلسطين:»أقومي وأنتم للمهمات عدة .. فلسطين تهويد لها قرر الخصم» وهو من دعاة الوحدة العربية لأنه يرى عزة العرب وقوتهم في الوحدة والتعاون:»متى اتحدنا وصرنا أمة عربا .. ما يمضه زيدنا يقضيه جساس»