روتانا اسم كبير في عالم الإنتاج والتوزيع العربي، ولكن في السنوات الثلاث الأخيرة أصبحت تعيش في تخبطات واضحة على مستوى الإنتاج، إضافة إلى مواصلة إهمال وتهميش الأصوات السعودية والتي كانت منذ انطلاقة روتانا وهي التي تعتبر الداعم الأساسي والقوي للشركة. من يراقب الوسط الفني السعودي يرى ذلك جليًا واضحًا للعيان من خلال السياسة التي تنتهجها إدارة روتانا ممثلة بمدير عام الشركة سالم الهندي، وكذلك الاهتمام الكبير بالفنان (المستورد) دون أي مبرر أو سبب واضح وكل هذا على حساب النجوم السعوديون الذين قدموا للشركة كل شيء. كان اخرها الفنان السعودي نايف البدر الذي وقّع عقد احتكار لمدة خمسة ألبومات وقامت روتانا بتهميشه وذلك بتأخير غريب في تنفيذ ألبومه الجديد وعدم تنسيق حفلاته وعرض كليباته على الرغم بأنه محتكر لها ولديها عقد لإدارة أعماله وحفلاته وامتلاكه لمقومات الصوت الناجح والجميل.نايف البدر الذي صرح ل «المدينة» قال: روتانا قامت للأسف بتهميشي وهنالك أيادٍ خفية في الشركة تتعمّد إخفائي في كل الحفلات والمناسبات وتتجاهلني دون مبرر واضح وهي مقصّرة معي كذلك في تنفيذ الألبوم الجديد، كما أوضح البدر أنه يشعر أحيانًا بالندم على تصوير بعض أعماله بطريقة الفيديو كليب وذلك لأنها لا تجد مساحة للعرض على باقة قنوات روتانا وهذه من الأشياء التي أبعدتني وغيّبتني عن الوسط الفني. كذلك تحدث ل «المدينة» الفنان فارس مهدي والذي قال: نحن كسعوديين في شركة روتانا سُلبت حقوقنا وبالنسبة لارتباطي معهم سابقًا فقد وعدوني بأشياء ولم أرى منها شي ولكن للأسف أمضيت من عمري ثلاثة سنوات دون جدوى ولم ينتج عنها سوى ألبوم وحيد فقط وللأمانة روتانا أخذت الفن السعودي كذريعة وهي في الحقيقة لم تقدم للفنان السعودي أي شيء وهنالك الكثير غيري من النجوم والمواهب التي ظلمتهم روتانا.شركة روتانا حاولت الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من الأصوات، حيث وقّعت مع ما يزيد عن 130 فنانًا وفنانة وذلك ما أثّر على الشركات الأخرى وقامت بفتح المجال للكثيرين بالنسخ والقرصنة من خلال رفع سعر الكاسيت وال (CD) إلى 15 ريالا في الفترات السابقة ومن ثم قامت مؤخرًا برفعها إلى 25 ريالا وذلك حتمًا ما أثّر بشكل أو بآخر على المستهلك الذي توفر له النسخة المسجلة بثلث القيمة. ومن بعدها انتهجت الشركة سياسة أخرى وهي الاشتراط على الفنان السعودي بأن يقوم بإنتاج ألبومه بنفسه وعلى نفقته الخاصة ومن ثم تقوم لجنة للاستماع لهذا الألبوم وهذه اللجنة ليست لديها الخبرة الكافية في علم الموروث السعودي واللهجة أو المفردات ومن ثم يُطرح العمل فتأتي النتيجة كالعادة بأن المبيعات ليست جيدة وعلى الرغم من تحقيق المبيعات الكبيرة، ولعل أكبر دليل على ذلك هو ما قامت به روتانا مع الفنان السعودي محمد السليمان والذي وقّع مع روتانا ومن ثم طرحت ألبومه وقد كُتب على الطبعة الأولى من الألبوم «توزيع روتانا» وفي خلال أسبوعين نفدت الطبعة وحقق مبيعات كبيرة فأتت الطبعة الثانية حيث كتب عليها «إنتاج وتوزيع روتانا».. فإذا كان العمل لم يحقق المبتغى لماذا طُبع طبعة ثانية ونُسب العمل لروتانا كإنتاج (كما يتضح من خلال الصورة)؟!!.. وذلك ما اضطر الفنان السليمان إلى سحب الألبوم بأكمله من روتانا. أضف إلى ذلك بأن السليمان لم يتسلم حقوقه المادية، وقس على ذلك العديد من الأمثلة، وقد طال التجاهل والتهميش فنانين آخرين مثل عبادي الجوهر ورابح صقر وطلال سلامة وراشد الفارس وخالد عبدالرحمن وغيرهم.وقد واصلت روتانا ممارساتها الضغط على الصوت السعودي، حيث أصبح معدل السعوديين في روتانا أقل من 6%، ويفترض أن تكون بيت السعودي الأول حيث يمتلكها رجل عرف عنه خدمة الفن السعودي وهو صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال.وهذا حتمًا أدى إلى افتقاد المتلقي السعودي العديد من الكبار من الأصوات الأصيلة ومن أبرزهم الفنان محمد عمر إضافة إلى العديد من الأصوات الشابة من الذين يستحقون الاهتمام بهم بدلًا من الأصوات العربية والتي لم تلاقِ القبول في بلدانها ومحاولة فرضها على الوسط السعودي. الكل لديه الثقة بصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال لإنصاف الصوت السعودي في الفترة المقبلة والذي ناشده العديد من النجوم والمثقفين بذلك.