أثار انتشار الفئران مخاوف أهالي الأحياء الجنوبية والشرقية بجدة، وقالت مواطنات ان الإهمال في نظافة الحي وضعف التوعية وتراكم النفايات وراء تواجد الفئران وتعاظم أخطارها. وقالت هناء أحمد من سكان البلد: اسكن في منزلي منذ ما يقارب عشر سنوات لم أشعر فيها بالرعب من الفئران بقدر ما اشعر به في السنوات الأخيرة والتي انتشرت فيها الفئران بكثرة وعن أسباب تخوفها قالت: رأيت قبل فترة إحدى الفئران الكبيرة وهي تأكل اللحم ومن يومها وأنا احرص على محاربتها وعدم دخولها لمنزلي خوفًا على صغاري. وقالت أم أنور إحدى سيدات حي السبيل في الحقيقة للعمالة الوافدة دور كبير في تواجدها بداخل أورقة الحي فهم يعمدون إلى تجفيف العيش في قارعة الطريق وما أن يحل منتصف الليل حتى تبدأ الفئران بالانتشار والتحرك السريع لتوفير الغذاء لها, وأضافت قائلة: كل الجهات الحكومية مسؤولة عن ما نعانيه نحن السكان فالشرطة لا تتحرك للإمساك بهم وترحيلهم، حيث ان الكثير لا يحملون إقامات نظامية وكذلك الأمانة التي لا تعمل بشكل جدي في إزالة المباني المهجورة التي تكثر فيها الفئران. حاويات لا تسع نوف الينبعاوي تقول: العمالة الأجنبية هم السبب الرئيسي لكثرتها فبالرغم من مكافحة الأمانة والبلدية للفئران إلا ان الأجانب لا يلتزمون بالنظر للطاقة الاستيعابية لحاوية القمامة داخل الحي والتي تحمل أكياس الطعام ومختلف أنواع الأثاث المتهالك ليتجاوز الأثاث حجم حاوية القمامة إلى إلقائها بجانب القمامة، وبالتالي تراكمها وإحياء نشاط الفئران بداخلها ليلًا. وتخالفها الرأي إقبال الحربي قائلة من وجهة نظري الأمانة مازالت تستخدم الطرق البدائية في القضاء عليها ولم تضع حلولا جدية للتخلص منها, وقد أكدت على حديثها. خطة علمية الخبير البيئي الدكتور علي عشقي يقول ان القوارض ليست من الحيوانات المتواجدة في بيئتنا وبكل تأكيد وجدت البيئة المناسبة من حاويات القمامة المتهالكة والمليئة بالأطعمة المختلفة بالإضافة إلى كثرة الحفر والشقوق في الأرض والتي وفرت لها ملجا آمنا حتى أصبحت من إحدى المخاطرة المهددة لسكان جنوب وشرق جدة, وعن الحلول المفترضة للقضاء عليها قال: عدم وجود خطة علمية مقننة لمكافحتها ساهم في انتشارها في حين ان استخدام المبيدات الحشرية والسموم القاتلة لم تعد سارية المفعول، نظرًا لكون الفأر من الحيوانات الذكية القادرة على معرفة السموم وتجاوزها, وقال إن الأرصاد وحماية البيئية هي المسؤولة عن كل شيء فهي لو سألت عن بناء الكورنيش ومنعت من وضع الصخور أو وضعها بطرق محددة لا تسمح بأن تكون ملجأ للقوارض وغيرها. آكلة اللحوم كما تطرقنا إلى سؤاله عن حقيقة أكلها للحوم وتحديدا بعد رواية إحدى السيدات لهذه الحادثة فقال: الفئران في الوقت الحالي ليست كما الماضي، وبالتالي قد تكون هذه السيدة صادقة بنسبة كبيرة ولم يستبعد ذلك لكون الفئران تأكل بعضها بعضا حالات الجوع, كما شدد على إن الفئران إذا تكاثرت ولم تجد الأكل قد تهاجم الإنسان وخصوصا الأطفال وعن المدة الزمنية لدورة حياة الفئران ونهايتها قال: لم يكن تحديد عدد سنين محدد لنهاية حياتها فالفئران متعددة الأنواع فهناك ما يقارب السبعة عشر نوعًا منها قد تختلف في المميزات والخصائص واساليب التعايش. البنية التحتية الدكتور حسن بلخي الخبير الإقتصادي قال الحلول العاجلة للقضاء على الفئران ان تقوم الأمانة بدورها بجدية تامة فهي المسؤولة الأولى للقضاء عليها وذلك بتوفير وسائل الوقاية ومختلف طرق المكافأة، بالإضافة لدورها بتوعية السكان ان إلقاء المخلفات من الأغذية سيعمل على تزايدها وكبر حجمها وكذلك تطرق لإهمال الأمانة في جمع المخلفات بوقتها مما يساهم في كثرتها وفي نهاية الأمر تعتبر الأمانة وهيئات الصحة والمواطن مسؤولة للقضاء عليها حيث يرتكز دور الأمانة بتجهيز خطط القضاء عليها وان تقوم الهيئات الصحية بالتوجيه المستمر لخطر انتشارها بالإضافة ان يهتم المواطن بإلقاء بقايا الأطعمة داخل الحاويات بشكل نظامي مبتعدا عن عشوائية إلقائها وختم حديثه بذكر ما تقوم به بعض المطاعم من رمي متبقي الطعام في الحاويات بطرق عشوائية ومسيئة للبيئة هو ما يسبب كذلك في تكاثرها.