قال الضَمِير المُتَكَلّم : في إحدى الدول العربية وعند الانتخابات ، كان عدد السكان في إحدى المُدُن أكثر من ( 15000 نسمة ) ، كلهم صوتوا للحزب والرئيس الحاكم الدائم !! ولكن بعد انقضاء الانتخابات بأيام ، جاء التعداد السكاني لِيُثْبت أن عدد سكان تلك المدينة فقط ( 5000 آلاف مواطن ) ؛ أمّا أين ذهب بقية السكان ال ( 10000 نسمة ) ؛ فلعلهم اختفوا ، أو ماتوا ؛ أو انتقلوا إلى قصر الرئيس ؛ تلك حكاية من عجائب الانتخابات العربية الصورية في الشمال الإفريقي !! تلك المدينة المقتولة تذكرتها وصحيفة المدينة تَبُثّ تقريراً ( السبت 31 ديسمبر الماضي ) عن اختفاء ( مُخَطّط سَكني في محافظة بلجرشي ) ! والحكاية الغريبة روى مشاهدها أحد المواطنين : حيث اشترى قبل أربعة عشر عاماً أرضاً في المخطط ( رقم 33 ) ، المعتمد من البلدية ، والذي وزِّع مِنَحَاً على المواطنين ، وحينها استلم الأرض رسمياً لدى كتابة العَدل !! و عندما رغب في تثبيت معالمها لدى مكتب هندسي متخصص؛ للبناء عليها تفاجأ أن ( أرضه ، مع 14 قطعة أخرى ، وشارع بعَرْض 20 م ومسجدا ومرافق أخرى ) قد اختفت من معالم المخطط ،إذ تغيرت معالم الحَي ، وحتى تاريخه مازال المخطط المذكور مختفياً ، والمواطن قد حُرم من أرضه رغم صدور أحكام قضائية لصالحه !! أما الرد الرسمي ل ( بَلَدية بلجرشي ) أنها تبحث عن المخطط ، ومعالجة الوضع وفق الأنظمة والتعليمات . قرأت التقرير ، فَكّرت ... سألت نفسي : كيف اختفى المخطط ؟! أين ذهب الشارع والمَارّة ؟! أين رحَل المسجد والمصلون ؟! كيف يحدث هذا في عصر الحكومات الإلكترونية ؟! هل وصلت العشوائية إلى اختفاء أحياء بأراضيها ومرافقها ومساجدها ؟! كان جواب نفسي المطمئنة التي دوماً تُردّد ( المسئول أدرى ): يا هذا هذه الحكاية لها هدف علمي تطبيقي ، وهو إثبات كروية الأرض للمنكرين ؛ فالأرض دَارت ، والمخطط تَحرّك بفِعْلِ دورانها إلى جهة أخرى !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili [email protected]