قال الضَمِير المُتَكَلِّم: إذا كانت مُحَافَظَة جدّة احتاجت لِست ساعات من المَطر؛ لاكتشاف انهيار بنيتها التحتية؛ فإن المدينةالمنورة لا تحتاج إلى مطر فهي الآن في خطر أو في الانتظار، فطيبة الطيبة التي رصدت الدولة لتطويرها مِئات المليارات مازالت بعض أحيائها تَئن، وفي حَالِ يُرثى لها إليكم هذه المشاهد وما خَفِي أعظم: * المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي ليست إلا فنادق عملاقة؛ فهي تفتقد للخدمات العامة، والتصريف، وطرقها ضيقة سيئة التهوية (وفي حالة وجود ازدحام أو حالة طوارئ -لا سمح الله- فسوف تتحول شوارعها إلى مَقَابر يموت الناس فيها دَهْسَاً واختناقاً) . * الكثير من الأحياء المكتظة بالسكان تقع في بطون الأودية دون تصريف للسيول؛ وثلاث ساعات من أمطار جدة كافية أن تحول المدينة إلى بُحيرات قد تُغْرق المسجد النبوي؛ فَعَقب مَطَر بسيط يوم 4/11/2008 م دخلت المياه إلى نفق الخدمات تحت طريق السلام الموصل للحرم (طوله 7 كم)، وتوقفت بسبب الالتماس الكهربائي أجهزة التهوية وكادت أن تقع الكارثة ! * أحياء الفقراء في المدينة تموت؛ فالطرق محطمة ودون تصريف صحي أو أرصفة أو إنارة؛ بينما تَنعم الأحياء المُخْمَلية بمختلف المشاريع والخَدمات ! * في طرق المدينة وميادينها دروسٌ عَمَلية للصغار حول (حَفَر ودفَن) فالطرق تُفتح بطونها في العام عَدة مرات؛ والسبب البسيط عشوائية التخطيط وسوء التنفيذ؛ والسبب الحقيقي (كُلّه بأجره)! * أراضي المنح يحتاج المواطن المسكين لسنوات طويلة ربما تزيد عن العشرين حتى يحصل عليها؛ وإذا فَرِح بها وجدها في صحراء قاحلة. * لقد تلوث في المدينة حتى الهواء؛ فهناك أحياء ممنوحة من البلدية كحمراء الأسد ملوثة بالزرنيخ والرصاص لقربها من محطة معالجة النفايات ! (ويبدو أن أهلها سيعيشون بقية عمرهم يلبسون الكمّامات الواقية)! طيبة تنادي فأعيدوا لها الحياة فالخطر قائم! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]