السائل (سامي الهذلي): هل كلمة (بلطجي) عربيّة؟ وما هي مادّتها؟ وهل جمعها على (بلاطجة) صحيحٌ؟ الفتوى 27: البلطجيّ، استعمالٌ تركي، بشهادة الجيم المتوسطة بين الكلمة وياء النّسب. وهو اصطلاحٌ شائعٌ لديهم في ألفاظ كثيرة، عربيّة وغير عربيّة، كعطرجيّ، وقلعجيّ، وصاغرجيّ، وخاشقجيّ. وفي (محيط المحيط): (البلطجيّ: من يسير مع العسكر لأجل تسهيل الطريق بقطع الأشجار، وإقامة المحاصن، نسبة إلى البَلْطَة، بزيادة الجيم على اصطلاح الأتراك في النسبة). وقال قبل ذلك: (البَلْطة: فاسٌ)، وفي (تكملة المعاجم): (بلطجي، بالتركية: بالته جي). ولو قال قائلٌ: إذا حذفت الجيم وصارت اللّفظة (بَلْطِيّ) فهل هي عربيّة؟ قيل له: نعم، وحركة مادة (بلط) وتصريفاتها واستعمالها يؤكّد المعنى المتعارف عليه اليوم، فمن المادّة (البُلُط)، وهم الفارّون من العسكر، والماجنُون، ومنها: (البَلْط) وهي حديدة يخرُط بها الخرّاطون، ومنها: (البُلطة) أي: المفلس، وورد هذا في شعر امرئ القيس. وهذه المعاني مجموعة فيمن يطلق عليهم اليوم (بلاَطجة)، وهو جمعٌ سائغٌ، كحنابلة وفلاسفة وأساكفة. السائل (حسين باقر): شيخنا، نَقَد ناقدٌ (قبّحه الله) بشديد الباء، وصوّبه بالتخفيف؛ لأنّ (قبح) ثلاثي، وفي التنزيل: {مِّنَ الْمَقْبُوحِين}، فما رأيكم؟ الفتوى 28: المقبوح والمقبّح، كلاهما له وجهٌ، يقال: قبَحه الله، بتخفيف الباء، أي: طرده وأبعده، ومنه الآية: {مِّنَ الْمَقْبُوحِين} [القصص: 42]، وأشعار العرب في ذلك كثيرة. ويقال: قبّحه الله، أي: صيّره قبيحًا، ومنه قول الحُطيئة يهجو نفسه: أرى لك وجهًا قبَّح اللهُ شخصَه فقُبِّح من وجهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ وفي الحديث: ((لا تضرب الوجهَ، ولا تقبِّح)). نضَّر الله وجه السَّائلي.