في كل عطلة صيفية يقصم فيها ظهري كأب وزوج وأخ بين طلبات متفاوتة لايمكن تحقيقها ..وعلى مدارالعام المنصرم كنت مضيفاً لعدد من الأقارب ذهب خلالها ثلاثة ارباع دخلي المقرود !! وكاد ان يُخرب بيتي لولا لطف الله ثم شهامة الشيخ»إقبال خان» البنغالي !!صاحب البقالة المجاورة لمنزلي الذي أتفشخر عليه بداية كل شهر ولا أعيره اهتماما.. وما ألبث ان انكص على عقبي وأعود إليه عند نهاية «المقصوف رويتبي» فأطبطب على كتفيه وأسترسل له في الوعود الرنانة للاستدانة منه»ماسحا جوخه ومقبلا زيت رأسه» الذي تصيبني رائحته بعوار معوي بالكاد أنجو منه.. وهو بدوره «أكل قلبي» من أجل ان أجلب فيزا لشقيقه الذي يود العمل معه في المملكة .. وأعتبره «شيخا غصبا عن اللي يرضى واللي مايرضى» طالما أنه يتساهل معي في القرض الشهري وتصريف طلبات بعلتي أم العيال.. ورغما عن أنفي أتقبل شروطه التعجيزية لفتح دفتر الطلبات اليومية..الا أنها أرحم بكثير من بنوكنا التي امتصت دم المواطنين ولايستطيع أحد ان يشكوها او يأخذ منها حقاً اوباطلاً والشكاوي المتراكمة عليها في مؤسسة النقد بلا حلول تشهد على ذلك !! ولعمري هي حالة مزمنة يعيشها الكثير لدرجة ان خريج الجامعة في أغنى بلد نفطي يبيع طماطم !! فيما «الشيخ إقبال وبني جلدته «يركبون في بلدي الفياغرا ويأكلونها ايضاً نكاية بنا ونحن ننظر اليهم فاغري الأفواه..» هذه من بركات السيد..»هيئة الاستثمار « مع الاعتذار للبقية الممتلئة كروشها وتعيش في عالم الأرستقراطية و بيوت من عاج ومراكب فارهة وتتوارى أجسادهم المؤكسدة بغاز الكذب والتملق لزعطان بن فقعان وزمرته من أجل التلميع والتبهير..ولست أشكو الحال في معاناة الكثير من ابناء الوطن الشرفاء الذين لايتسولون بقدر ما أود ان يكون هناك نظرة تحليلية لمستقبل كل تلكم الاجيال التي تتدافع نحو ميدان العمل ولاتجده لأن هناك فذلكة غير شرعية و تجاهلا كبيرا في حقوقهم المشروعة التي غالبا ما تقابل بالصد والنكران.. فالخريج الذي يكابد من أجل وظيفة يجد أغلب الشركات التي تدعي الوطنية ترفض التعامل معه وكذلك البنوك .. ودوما هي أوراقه لاتمر بشكل انسيابي ليقبع خلف سرير المرض منتظرا «طلة عزرائيل» .. ويبقى السؤال ..متى تصحو الضمائر المسؤولة-ان وجدت-عن معاناة الكثير من باحثي العمل ؟ الله يستر مانروح وطي