بعد تراجع مجلس الشورى الموقر و تصويته لمصلحة إقرار الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين و اللبس الذي وضحه سعادة الأستاذ حمد القاضي عضو المجلس الموقر و المواطن الذي ندرك توجهاته الوطنية و عنايته الصادقة بمصلحة المواطن -حيث قال إنه كان ضمن المصوتين ضد القرار لأن ما طرح للتصويت هو دراسة رفع الحد الأدنى وهم يريدون التصويت لإقرار الحد الأدنى دون دراسة ، و عليه فإن كنا مدينين بالاعتذار عن اللبس لأعضاء المجلس الموقرين المصوتين ضد قرار الدراسة و عددهم 71 عضوا فإننا نحيل عتابنا و عشمنا و ( تهمنا ) لباقي الأعضاء المصوتين مع قرار الدراسة و عددهم 69 عضوا ، لأننا لا نجد تفسيرا تنمويا لعبارة ( عمل دراسة ) إلا المماطلة و التسويف لأي شيء لا يستدعي الدراسة ، فإن ظهر مسؤول ما تحت الشمس و قال للمواطنين إننا نحتاج دراسة لإثبات أننا الآن في الظهيرة ، فيجب أن يبادر المواطنون بالشكوى فورا ، فالبدهيات لا تحتاج لدراسة إلا من ينكرها و الأفضل أن يحال إلى حيز التجربة العملية فقط ، و كان بودي لو أن جهة إعلامية عقدت ندوة مع أربعة من المصوتين مع عمل دراسة لإقرار ( 4000 ريال ) كحد أدنى لمتقاعدي العمل الحكومي ليشرحوا لنا بنود الدراسة و شروطها و النتائج المرجوة منها ، و الوقت الذي ستستغرقه ، لأن الأمر بزعمنا يشبه شمس الظهيرة ، فأغلب المتقاعدين في بيوت مستأجرة و العقار لم يصوت المجلس لقرار صارم يحبسه عند حد أعلى و يمنع العابثين في تقييمه و مص دماء الناس أو رميهم في الشارع ، و تجار التموين هم من يفرض الأسعار و يحتكرون السلع و لا قرار صارم يوقف كلاً عند حده و يحد من جشعه و يحمي المواطنين و عرقهم من بشاعته ، و للمستشفيات موال آخر فلا نتوقع أن المتقاعد مصنف على فئة كبار الشخصيات في مستشفى حكومي كبير ، بل يراجع مستوصف الحي الذي لا يصرف إلا الهم و الألم ، و الصيدليات تعبث بأسعار الأدوية هي الأخرى ، و العمالة المنزلية و مكاتب الاستقدام لوبي آخر ، و المواصلات و الاتصالات و الكهرباء ... و هلم شفطا و عصرا و سحقا ، فما هو الجانب الذي لن يظهر لأصحاب السعادة المصوتين إلا مع عمل دراسة ؟! ، و ربما أحيلت الدراسة لشركة خاصة و كلفت مائتي مليون ، الأمر حقيقة لا يستدعي دراسة ولا حتى مناقشة و هو من النوع الذي يثبت لمن لا يقتنع بالتجربة ، فقط يجرب سعادة المصوتون لعمل دراسة و يتنازلون عن 28 ألف ريال من رواتبهم للدولة و يعيشون شهرا واحدا بألفي ريال ثم يتصدرون للتصويت فإن لم يتغير موقفهم فليجمعوا حصيلة التجربة في كتاب ليتعلم المواطن كيف يعيش بكرامة بألفي ريال فقط ( شريطة ) أن يعيش أعضاء المجلس المصوتون لعمل دراسة كما يعيش المواطن في بيت مستأجر و أن يراجعوا مستوصف الحي . [email protected]