أوردت صحيفة (( هاآرتس )) الإسرائيلية نقلا عن مصدر دبلوماسي بارز في القدس، أن السفير الإسرائيلي الجديد لدى القاهرة، ياكوف أميتاي، سيحاول فتح قنوات اتصال مع ممثلي الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية . وقد أكد الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي باسم حزب النور المتشدد في تصريحات أدلى بها لشبكة بي بي سي، أن الحزب لم يتلقّ دعوة رسمية حتى الآن. ولكنه أضاف: (( ليس عندنا أي مانع من مناقشة أية قضية أو التحاور مع أي طرف سواء كان داخل أم خارج البلاد )). وقد وضح الدكتور حماد أن أية دعوة رسمية لا بد أن تكون عن طريق القنوات الرسمية المصرية ممثلة في وزارة الخارجية. وكان الدكتور حماد قد أجرى حديثا مع إذاعة العدو الإسرائيلي قال فيه أن حزب النور يحترم اتفاقية كامب ديفيد. وفي حواره مع قناة الحياة المصرية التي استضافته بخصوص الحديث الذي أدلى به للإذاعة الإسرائيلية، قال الدكتور حماد بأن موقف الحزب من اتفاقية كامب ديفيد ينبع من رؤية شرعية مستشهدا بالآية القرآنية الكريمة: (( واوفوا العهد إن العهد كان مسئولا )). فيما عدا قضية اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلي، فإن رؤية حزب النور تكاد تنحصر في العمل على تحقيق مطلب أو غاية واحدة هي: أسلمة مصر. وكأن مصر ليست مسلمة من الأصل! الملفت أن الأسلمة حسب أدبيات حزب النور لا تتجاوز فرض النقاب على النساء، وتغيير المسميات ( المشبوهة ) فيما يخص النظام البنكي، والحد من حرية التعبير بحجة الحفاظ على القيم والمعتقدات وما يعتبر الحزب أنه من الثوابت الدينية، والتشكيك في كل من كان ولاؤه السياسي لغير الحزب، أو من كانت رؤيته للإسلام تختلف عن رؤية الحزب. وفي حين يبدو حزب النور متشددا ومنغلقا في جميع القضايا آنفة الذكر، فإن الحزب يبدي انفتاحا عجيبا ومرونة أكثر غرابة فيما يخص العلاقة مع العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرض المسلمين ويطرد أهلها ويستوطنها بدلا منهم! كلنا يعلم بالتأكيد أن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد يعد أمرا صعبا للغاية في الوقت الحالي، لكن أن يبرر الحزب احترامه للاتفاقية من منطلق تمسكه بما ورد عن العهود في النصوص المقدسة، فهذا ما لا يمكن قبوله. إذا أراد حزب النور أن يغازل أمريكا وإسرائيل فليس من حقه أن يبرر ذلك باسم الدين.