كعادتها في الالتفاف وقلب الحقائق علقت وزارة الخارجية الاسرائيلية من خلال صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك علي تصريحات رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف التي قال فيها إن معاهدة السلام مع اسرائيل ليست مقدسة ويمكن تغييرها حيث نشرت الوزارة الآية القرآنية: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود". المثير أن الخارجية الاسرائيلية استندت إلي مقال في صحيفة الوطن الكويتية حمل تحريضا صريحا علي مصر قال فيه الكاتب عبدالله الهدلق: يوصينا الله عز وجل بالوفاء بالعقود والالتزام بالعهود وعدم نقض المواثيق، ويحثنا تعالي في اول سورة المائدة علي ذلك في قوله جل جلاله: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود» فكيف يصرح رئيس الوزراء المصري عصام شرف خلافاً لما أوصانا به الله وحثنا عليه من وجوب الوفاء بالعقود والالتزام بالعهود، بقوله: إن معاهدة السلام مع اسرائيل ليست مقدسة، ويمكن تغييرها؟! وهو تصريح - علاوة علي كونه نقضاً للعقود والمواثيق والعهود - أثار استياء الادارة الاسرائيلية التي اعلنت انه لا نية لديها لمراجعة معاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1979، لأنها خطوة لا يمكن اتخاذها بشكل أُحادي الجانب. واضاف: استدعت وزارة الخارجية الاسرائيلية السفير المصري في تل ابيب ياسر رضا، وأبلغته استياء الإدارة الإسرائيلية من تصريحات المسئولين المصريين الأخيرة عن العلاقات الثنائية والتي كان آخرها تصريحات رئيس الوزراء المصري عصام شرف لقناة تليفزيونية تركية وقال خلالها: إن المعاهدة مع اسرائيل ليست شيئاً مقدساً ويمكن تغييرها، ومن الممكن إعادة تعديل ومناقشة معاهدة كامب ديفيد. ثم اختتم مقاله بقوله :تأتي تلك التصريحات المتسارعة وغير المدروسة التي ادلي بها عصام شرف في وقت تأزمت فيه العلاقات بين اسرائيل ومصر، بعد مهاجمة جموع مصرية غاضبة السفارة الاسرائيلية في القاهرة واقتحامها في انتهاك صارخٍ لمعاهدة جنيف لحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات الصادرة عام 1961الا انه وعلي الرغم من الهجوم علي السفارة، وتصريحات عصام شرف الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اكد ان اسرائيل ملتزمة بالحفاظ علي السلام مع مصر بما يصب في مصلحة البلدين. وفي تصريح خاص لروزاليوسف علق المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المستشار عمرو رشدي علي الرد الاسرائيلي مندهشا: ربنا يقوي ايمانهم !!. وأضاف رشدي ان اتفاقية فيينا للمعاهدات سنة 1996 تنظم اجراءات فسخ المعاهدات الدولية كما تنظم اجراءات ابرامها وهو مبدأ مستقر في القانون الدولي ،وهو لا يعني بالضرورة ان مصر سوف تفسخ معاهدة السلام مع اسرائيل ،ولكن اذا اخل طرف بالتزام جوهري فلن يكون علي الطرف الآخر الاستمرار في الالتزام. وشدد رشدي علي أن العجلة لن تعود الي الوراء ، لافتا الي ان ثورة 25 يناير احدثت تغييرا في السياسة المصرية ،وما قبل به النظام من قبل ، لن يكون مقبولا اذا مس المصلحة المصرية بعد الثورة.