إن ملتقيات الأدب والثقافة في المملكة كثيرة، ولكني أشعر - غالبًا- بأنها بلا تنوع أو اختلاف في الأشكال والموضوعات: فما الفرق بين ملتقى المثقفين ومؤتمر الأدباء السعوديين؟ ما الفرق بين هذا وذاك من جهة والملتقيات التي تنظمها الأندية الأدبية حول هذا الموضوع أو ذاك؟ هل هو فرق في الحجم وكثرة المدعوين؟ إذن فلتسمح لي أن أصفه في هذه الحالة بأنه أقرب إلى غرض الضيافة منه إلى أي غرض موضوعي ثقافيًا وأدبيًا؟. حين انعقد ملتقى المثقفين الأول كان هناك ضرورة لانعقاده، وهو انضمام الثقافة إلى وزارة الإعلام، وبدء مرحلة مفصلية في إدارة الثقافة والإشراف عليها، فكانت الوزارة في حاجة إلى رسم خطة إستراتيجية، واستطلاع الرأي، أو على الأقل إشاعة وعي بأن للثقافة إدارة جديدة وهي مهتمة بالمثقفين وتعمل على تطوير حقلهم العملي. ثم جاء بعد ذلك مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، وهو بطبيعته وبمقتضى اسمه دوري. والآن لا أجد أي سبب لانعقاد مؤتمر للمثقفين، هل سيلغى مؤتمر الأدباء؟ إذن فلنكتف بواحد منهما، فليس بين الملتقيين من فرق، بل على العكس، إن الاجتماع العام للأدباء والمثقفين الذي يحققه كل منهما مناسب بالقدر نفسه لأحدهما لفتح نقاش ما حول قضايا ثقافية عامة. (*) أكاديمي وناقد