فوجئ أهالي قويزة شرق محافظة جدة صباح أمس بمياه مجهولة المصدر تداهم حيهم وتغرق جميع شوارعه، وخيل للبعض أن سيولاً جارفة تتدفق باتجاه الحي دون سابق إنذار رغم تأكيد الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنها في كامل الجاهزية واليقظة للتنبيه إلى أي أمطار أو سيول محتملة قبل حدوثها بوقت كافٍ. وبعد أن تنبه السكان لحقيقة المياه التي أغرقت شوارعهم وحاصرتهم داخل منازلهم وأحاطت بمحلاتهم التجارية خاصة في شارع جاك، علق بعضهم على الواقع الذي يعيشونه ساخرين بقولهم «لعلنا في بروفة أو تجربة فرضية استعدادًا لأي سيول محتملة، خاصة وأننا دخلنا موسم الأمطار». وأشاروا إلى أنهم أبلغوا شركة المياه الوطنية من خلال عشرات البلاغات ولكن دون أي استجابة فعلية تنهي هذا الوضع المأساوي حيث يضطر الطلاب والطالبات إلى «العبور الصعب» في طريقهم إلى مدارسهم، أو في رحلة العودة إلى منازلهم. «المدينة» تواجدت ميدانيًا ظهر أمس في مخطط المساعد الذي كان نقطة انطلاق المياه باتجاه قويزة عبر شارع جاك، حيث أغرقت المياه جميع شوارع الحي، لدرجة أن الطالبات والطلاب اضطروا في رحلة العودة إلى منازلهم، للسير في الوحل والمياه. بحيرات مفاجئة عن هذا الواقع يقول بخيت صقر: «أبلغنا شركة المياة الوطنية عدة مرات منذ الساعة العاشرة صباحًا، ولكن لم نجد أي تجاوب عملي حتى الآن - (كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف بعد الظهر) - وقد بدأت هذه المياه يوم الثلاثاء (أمس الاول) بكميات قليلة، ولكننا فوجئنا صباح اليوم بتدفقها بكميات هائلة، وهو ما جعل الخوف يسيطر علينا بسبب امتلاء بعض حفريات العمائر تحت الأنشاء بالمياه التي قد تكون سببًا في غرق أطفالنا في طريقهم إلى المدارس وعودتهم منها»، لافتًا إلى أن الطالبات وجدن صعوبة كبيرة في عبور هذه البحيرات المفاجئة. ويواصل بخيت حديثه قائلاً: جاء عمال من الشركة الوطنية للمياه وقفوا على الوضع ثم انصرفوا بحجة أنهم لايعلمون مصدر هذه المياه. هذا هو قدرنا وأرجع عوض الله السلمي ما حدث إلى تسليم مثل هذه المشاريع والأعمال رغم أهميتها لمقاولين محدودي الخبرة، أو أنهم يعملون بعشوائية ولا مبالاة في ظل غياب الرقابة عليهم. وأضاف: «نحن في حي قويزة اعتدنا على هذا الوضع، فما أن يمر أسبوع إلا وتداهمنا مياه مجهولة المصدر وبكميات كبيرة، وكالمعتاد الشركة الوطنية ليس لديها أي حلول، وكأن هذا هو قدرنا من السيول إلى المياه الجوفية، بل وحتى مياه التحلية تأبى إلا أن تنغص علينا بدلاً من أن تكون نعمة لنا، حيث ينكسر أنبوب من حين لآخر ولأسباب متعددة. بروفة للسيول وعلق محمد الجهني على تدفق المياه المفاجئ وبهذه الكميات ساخرًا «لعلنا في بروفة أو تجربة فرضية استعدادًا لأي سيول محتملة، خاصة وأننا دخلنا موسم الأمطار». وزاد: «إذا كانت شركة المياه تقف لنا بالمرصاد وتغرمنا عن أي مياه متدفقة من منازلنا، فمن يغرمها هي عن كل هذه المياه المهدرة ومن يدفع فاتورتها، لا سيما إذا كانت مياه تحلية ؟». محلاتنا تعطلت ويقول زاهد (أحد العاملين في مغسلة ملابس على شارع جاك): «منذ أن داهمتنا المياه لم يدخل علينا أي زبون في المحل، فالجميع يطلبون مني أن آتي إليهم في سياراتهم لتعذر دخولهم بسبب هذه المياه، وهذا الواقع أدى إلى نقص عدد الزبائن عن المعدل المعتاد يوميًا، وما نتطلع إليه إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة».