أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور الشيخ صالح بن حميد في رده على سؤال «المدينة» حيال مدى إمكانية محاكمة الموقعين على بيان القطيف والذين تطاولوا على الأنظمة والقضاء والثوابت الوطنية في المحاكم الجزئية، ومن يشككون في نزاهة القضاء حيث قال بن حميد: على كل حال لاشك في ذلك إذا توجهت الأمور لذلك فالجهات المسؤولة تعرف القنوات وأين تكون وبلدنا بحمد الله محفوظ مكفولة فيه الأنظمة للجميع سواء بطريقة المحاكمة أو آلية التحاكم. وأنه كمسؤول لم يرده أي تشكيك في القضاء وأن حديث الناس وتعليقات الانترنت لا تضعف القضاء فالمسار جيد ولا يوجد أي تشويش ولله الحمد. وعن مدى إمكانية مساهمة مخرجات كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية في التخفيف من القضايا المنظورة في المحاكم والتي من أسبابها القيم السلبية أكد الشيخ ابن حميد أنه يأمل ويرجو ذلك خاصة وأن اهداف وخطط القائمين على كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية هو نشر القيم الإيجابية والحد من القيم السلبية. وكان الشيخ صالح بن حميد والذي يشغل أستاذ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية قد عقد ظهر أمس الثلاثاء محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز بعنوان (القيم الأخلاقية بين الإسلام والغرب) وتطرق فيها إلى تعريف القيم والأخلاق ومنبعها ودور الدين والعرف فيها وإلى أهمية تعزيز القيم الأخلاقية في مجتمعنا الاسلامي ونشرها في جميع المجتمعات المعاصرة . واختتم بن حميد محاضرته بالإجابة على أسئلة الحضور حيث كان الدكتور حبيب الله تركستاني من كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز قد وجه سؤالا يتعلق بكيفية نقل الصورة الحقيقية للقيم الأخلاقية إلى المجتمع غير المسلم خاصة ونحن نرى تداعيات الأحداث الدولية ونشاهد الكثير ينظر إلى الإسلام نظرة سلبية؟ فرد عليه معاليه قائلا: هذه مسئولية كبيرة جدًا ولكنها سهلة أمام الخط العلمي الاستراتيجي الجاد بوجود علماء ذوي خبرة عالية فهم موجودون لدينا فحقيقة أن ديننا يساعد على ذلك وخاصة أمام انتشار الإسلام هذه الأيام فعلى الكرسي أن يضع خطة يخاطب فيها أهلنا والآخرين، يجب أن نحمي أخلاقنا داخل هذا العالم التقني والعالم المعاصر، خاصة وأن العالم لم يصبح قرية واحدة بل شاشة واحدة عبرها ترى العالم كله فمشكلة الأعمال لدينا تنظيرية. - أما المهندس عبدالعزيز حنفي رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن بجدة (خيركم) فقال: نحن وجدنا القدوة الحسنة في صغرنا فأهلنا ربونا على الأخلاق الحسنة لكن أطفالنا الآن لم يجدوا القدوة الحسنة فكيف نستطيع أن نربي داخل أطفالنا ومجتمعنا الأخلاق الحسنة فهذا ليس محليًا بل خارجيًا فهناك من يشتكي من سوء تعامل المسلمين للغرب؟ فأجاب معاليه قائلا: هذه ليست مشكلة الأجيال بل مشكلتنا نحن فإن كان أبوك رباك لماذا أنت لم تربِّ أبناءك ، فكثير من الناس يتحدثون عن الزمن القديم ويمتدحونه فهذا لا يعني أنه لم يكن في ذاك الزمان سلبيات فالوقت الحاضر يختلف عن القديم فإلى جانب كثرة الانشغال وعدم وجود التربية غير الجيدة هناك مؤثرات جديدة قوية لم نضع لها محصنات ، فأنا أرى أن المدرسة لها دور كبير في التربية الحسنة ولعل وزارة التربية والتعليم أن تهتم بالجانب التربوي أكثر، وترى أين يوجد الخلل ويكون هناك تركيز على السلوكيات يجب أن يكون هناك منهجية في تربية الأبناء خاصة أمام المتغيرات والمستجدات كما يجب علينا أن لا نغفل عن التطور والتكنولوجيا الموجودة وأن لا نطلب من أبنائنا ما علموه لنا أباؤنا فكل جيل له ثقافته فتربية من عمره ثمان سنوات تختلف عن البالغ من عمره الثانية عشرة عامًا فهناك من يتحدث لأبنائه عن جيله وطفولته ويمتدحها كثيراً وهو كاذب فهذا لا يصح فكل عمر وله ظروفه وطريقة تربيته كما أن هناك من ينتقد ابنه إذا بلغ الخامسة عشرة من عمره ويقول: لقد تمرد علي ولم أستطع السيطرة عليه كما كان في عمر السبع سنوات ولم يأخذ هذا الأب في حسبانه المتغيرات التي طرت على ابنه فكل سن يحتاج إلى طريقة تعامل مختلفة. وسألت الأستاذة إيمان بامحسن من كلية طب الأسنان بالجامعة: لماذا لا يقوم الكرسي بإقامة دورات ومحاضرات للمبتعثين والمبتعثات ويعلمهم المادة العلمية التي نشرت في كتيب القيم الأخلاقية بين الإسلام والغرب لمعالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي وزع في المحاضرة لكي يقوموا بنشر قيمنا والأخلاق الحسنة في تعاملهم مع الطرف الآخر؟ فرد معاليه: هذه من مسؤولية الكرسي وهو اقتراح جيد جدا وأرجو أن يكون من ضمن أهداف أو خطط الكرسي، واتفق معها أحد الحضور لم يذكر اسمه قائلا: الكتاب يحمل كلمات ذهبية وأنه يسكن في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من خمسة وعشرين عاماً ومتعهداً بتوزيع الكتاب على المنظمات والهيئات الإسلامية هناك؛ لكي يدرس في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا يضيع في مهب الريح؟ فرد معاليه قائلا: أشكرك على هذا الإطراء وتقييم الكتاب وتوزيعه إن كان يستحق يأتي من قبل الإخوان بالكرسي . - أما الدكتور عبدالله بخاري فقد اقترح بأن يكون هناك تعاون ما بين كرسي الأخلاق وضوابط التمويل بفرنسا الذي تم ما بين جامعة الملك عبد العزيز وجامعة السوربون بفرنسا وكرسي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبدالعزيز وطلب تعليقًا من معاليه حول كلمة نائب مدير جامعة السوربون بفرنسا عندما قال: أنتم تنظرون إلى الأخلاق من الناحية الإسلامية ونحن ننظر إلى الأخلاق من الناحية النظامية القانونية؟ فعلق معاليه قائلاً: الكلمة لها مصداقية فهم مع الأسف يلتزمون بهذا في بلادهم ولا يلتزمون به مع غيرهم إلا فيما تقتضيه مصالحهم والدول التي قفزت في التقدم ككوريا وماليزيا تغيرت بتطبيقها وتقيدها بالنظام والانضباط فهذه قضايا أساسية في المسيرة. وتساءلت إحدى الحاضرات قائلة: لقد لخصت الأسس الأخلافية في أربعة عناصر هي الصبر والرفق والعفو والإنفاق فكيف نفرق في العفو والتسامح والتفريط في المسؤولية وكيف لا يتعارض مع الرفق؟ فأفاد معاليه: إن الصبر والعفو والرفق يتفرع عنها كثير من الأصول فالتسامح متفرع عن العفو فهذه الأساسيات يتفرع عنها فروع فالأخلاق هي صفة داخلية في النفس ولكن المسؤولية واجب يحاسب عليه الشخص من مسؤولة أو رئيسه وربما الشعور بالمسؤولية يأتي في إطار الأخلاق فالأخلاق لا يحاسب عليها الشخص من مسؤول أو رئيس.