* تثير الكتابة الدرامية حول الشخصيات التاريخية ضجة في كل المجتمعات وهذا ما حدث أخيراً عندما قامت الممثلة البريطانية Meryl- Streep بإنتاج فيلم عن حياة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر والذي حمل اسم المرأة الحديدية The Iron- Lady، ومع أن الفيلم لن يعرض قبل شهر حزيران القادم – ومن المتوقع أن يكون أحد الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار، إلا أن أنصار تاتشر أو الذين رافقوها ضمن مسيرتها السياسية كرئيسة للوزراء في الحقبة 1979/ 1990م، هاجموا هذه الدراما بشدة حيث وصفها، أحد مستشاريها Lord- Bell، بأنها سقط متاع: Rubbish. * كما أرجعها آخرون إلى أن من قام بكتابة السيناريو الخاص بحياة تاتشر ينتمي إلى الفكر اليساري، وكأنهم يستعيدون بذلك مجريات الأحداث السياسية في نهاية السبعينيات الميلادية عندما سعت حكومتها للحد من سلطة رؤساء النقابات العمالية وذلك عندما صدر قانون يخضع أمر الإضرابات إلى اقتراع سري لجميع منسوبي النقابات. وكان هذا القانون الذي تولى صياغته وتنفيذه واحد من أشهر معتنقي أفكارها النائب نورمان تيبيت Tebbit، بينما اعتبر أبرز معارضيها في السياستين الداخلية والخارجية – الراحل – إيان جيلمور Gilmour اعتبر التاتشرية التي يعود أمر تكوينها للمنظر اليهودي سيركيث جوزيف، وميلتون فريدمان – صاحب مدرسة شيكاغو الاقتصادية، اعتبرها وسواه بأنها ضرب من الأيدلوجية غير القابلة للحياة كثيراً Dogma، ولم يكتف جيلمور بالاستقالة من حكومتها مبكراً بل إنه أصدر كتاباً توثيقياً لجذور هذا الضرب من الفكر الرأسمالي المتشدد دعاه ب الرقص مع الأيدلوجية ولم تمر فترة وجيزة حتى اختلف معها وزير دفاعها مايكل هيزلتاين – والذي كان لاحقاً سببا في خروجها من داوننغ ستريت وتبعه وزيرا ماليتها «سيرجيفري هاو» واليهودي المدلل نايجل لوسون. * مع بروز المشاكل الاقتصادية في أوروبا أخيراً لا يمكن إغفال دور تاتشر في لي عنق التاتشرية إلى أقصى اليمين وهو ما يعيه جيداً كميرون ورفاقه في الحكومة نائين بأنفسهم عن تراث تاتشر وغير عابئين بدراما المرأة الحديدية.