قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل أمس إن الجامعة العربية لن تقف مكتوفة الايدي وتسمح باستمرار المذبحة ضد الشعب السوري، مضيفا أن من غير المرجح أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة طواعية. واعرب عن اعتقاده بان اجراءات اضافية ستتخذ في المستقبل القريب. من جهتها، اتهمت سوريا قناة اي.بي.سي الاميركية بتشويه تصريحات الرئيس بشار الاسد «عمدا»، خلال بثها مقابلة اجريت معه هذا الاسبوع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي إن قناة اي.بي.سي «قامت بتشويه مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس الاسد من خلال عمليات مونتاج». واضاف المتحدث إن القناة الاميركية «اقتطعت اجزاء من المقابلة بما يشكل حالة من التماهي بين ما بثته القناة وبين تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية قبل بث المقابلة والتي عملت الخارجية السورية على تصويبها سابقا». وإزاء القلق الدولي مما يجري في سوريا، اعربت الولاياتالمتحدة عن «قلقها البالغ» من معلومات مصدرها المعارضة السورية تحدثت عن استعدادات يقوم بها نظام الرئيس بشار الاسد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة حمص، وحثت النظام على السماح بدخول مراقبين مستقلين. واشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ايضا الى ان الاسد سيعتبر مسؤولا عن اي عمليات قتل ستجري. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رد أمس على انتقادات الرئيس السوري بشار الاسد لحصيلة قتلى القمع في بلاده التي نشرتها الاممالمتحدة، قائلا إن «الحصيلة ذات مصداقية». واكد بان كي مون ان حصيلة قمع السلطات السورية الذي تؤكد الاممالمتحدة ان عدد القتلى فيه فاق اربعة آلاف منذ مارس الماضي، «تحظى تماما بالمصداقية». ومساء أمس، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية فتحت النار على المدنيين في عدة بؤر احتجاجية أمس الجمعة، ما اسفر عن مقتل 24 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال. دبلوماسيا، قالت وزارة الخارجية السورية إن السلطات تدرس الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا. وقال بيان للصحافيين خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا انه لا يمكنه تصديق ان اقل من اربعة آلاف شخص قتلوا، وهو ما تقوله الحكومة السورية. واضاف إن كافة المعلومات ذات المصداقية تشير الى ان اكثر من اربعة آلاف شخص قتلوا على ايدي القوات الحكومية. وقد اوضحت المفوضة العليا لحقوق الانسان بالفعل ذلك عبر كافة المصادر المختلفة وهي المصادر التي تحظى تماما بالمصداقية». إلى ذلك، أوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت أمس 24 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال. وقال المرصد إن عشرة مدنيين قتلوا في حمص وواحد في ريفها بينما قتل خمسة قرب دمشق واثنان في درعا التي كانت مهد الاحتجاجات المعادية للنظام منذ مارس، واربعة في مدينة حماه المضطربة واثنان في محافظة ادلب بشمال غربي البلاد. من جهة اخرى، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو امس ان بلاده لا تريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية لكنها لا تستطيع ان تقف ساكنة اذا تعرض الامن الاقليمي للخطر. وقال للصحفيين في انقرة إن من واجب بلاده ان تقول «كفى» لدمشق إذا عرضت أمن تركيا للخطر بسبب القتال الذي تشنه سوريا على شعبها واجبار الناس على الفرار من البلاد. على الصعيد ذاته، قال زعيم المعارضة الرئيسية في سوريا برهان غليون انه طلب من المنشقين العسكريين ان يقصروا عملياتهم على الدفاع عن المحتجين المناهضين للحكومة لكنه ابدى خشيته من الا يكون لديه النفوذ الكافي لمنع وقوع حرب اهلية.