خرجت دراسة أمريكية لباحثين من جامعة سيراكيوز إلى أن الإدمان على الحبيب لم يعد مجرد قول أو تعبير عن إحساس نفسي يشعر به الإنسان المغرم، بل هو تفاعلات في الدماغ تقود إلي الشعور بالنشوة. لكن القلب، الرمز العالمي للحب، كما أثبتت الدراسة، لا يغيب عن هذه العملية أيضًا على الرغم من تولي الدماغ الجزء الأكبر منها. فللقلب أهمية أيضًا، كما أكدت الباحثة ستيفاني أورتيج «لأن مبدأ الحب المعقد يتشكل من خلال عمليتين من تحت إلى فوق ومن فوق إلى تحت من الدماغ إلى القلب ومن القلب إلى الدماغ». وتصف الكاتبة اليزابيث جيلبرت الإدمان على الحب في روايتها: (طعامُ.. صلاةُ.. حُبّ.. امرأة تبحث عن كل شيء)، وهي رواية بيع منها أكثر من 4 ملايين نسخة حول العالم وتحولت إلى فيلم سينمائي من بطولة جوليا روبرتس، تصفه على هذا النحو: «يبدأ الإدمان حين يغدق عليك موضوع هيامك بجرعة مسكرة ومسببة للهلوسة من شيء لم تجرؤ حتى على الاعتراف يومًا بأنك تريده، هبة عاطفية من الحبّ والإثارة الجارفين. وسرعان ما تنتابك حاجة ملحّة إلى ذلك الاهتمام الشديد، فتتوق إليه بهوس المدمن. وحين ينقطع عنك المخدّر، تشعر بأنك مريض، ومجنون، ومستنزّف (هذا من دون أن نذكر استياءك من التاجر الذي كان هو من شجّع على هذا الإدمان في الأساس، ولكنّه يرفض الآن تزويدك بالبضاعة، مع أنك تعلم بأنه يخبئها في مكان ما، عليه اللعنة، لأنه اعتاد على إعطائك إياها مجانًا). في المرحلة التالية، تجد نفسك ضامر الجسد ترتعش في إحدى الزوايا، على استعداد تامّ لأن تبيع روحك أو تسرق جارك لتحصل على ذاك الشيء مجدّدًا ولو لمرة واحدة. وفي تلك الأثناء، يكون موضوع هيامك قد أصبح ينفر منك. ينظر إليك كمن لم يعرفك من قبل، فما بالك بمن أحبّك يومًا بشغف بالغ. وفي الحقيقة، لا يمكن لومه. أعني، انظر إلى نفسك. أنت في حالة مزرية، وكأنك شخص آخر لا تعرفه. هكذا تكون قد بلغت آخر مراحل الحب المتيَم، ألا وهي الفقدان التام والقاسي للقيمة الذاتية». أما أقسى مراحل الإدمان فهي عندما ترى الحبيب يبتعد عنك، على نحو متزايد كلّ يوم، وكأنك مصاب بمرض معد؟! التتمة ص(16) وهكذا فإن الحب يفوق المورفين في تخفيف الآلام. فالحب، كما تؤكد دراسة جامعة سيراكيوز، لا يحسّن المزاج ويشعر المرء بالسعادة فحسب، بل قد يكون حقًا مخففًا للآلام كما المورفين. فالشعور بالسعادة في الأنشطة التي تقوم بها مع من تحب، يمكن أن يضاعف الفوائد ويخفف من آلامك. وهكذا فإن للحب مكانا هاما في حياتنا واستمرارها بشكل صحي نفسيًا وبدنيًا. الأمر الذي يشير إلى أن فقدان الحب.. والحبيب يُمكن أن يقود إلى نتيجة عكسية تقود بالمحب إلى حتفه.. إن لم يتدارك إدمانه على الحب بالشفاء منه بنسيانه.. أو بحُب آخر يُشغله عن الحبيب الأول. وهو ما يجعل كل قصص الحب التي كنا نعتبرها نوعا من الخيال والرومانسية المُبالغ فيها أقرب إلى الواقع العملي.. حتى وإن شطحت في الخيال!