هناك أشكال كثيرة من الإدمان، لعلّ أكثرها انتشارًا هو تناول المحظورات من كحوليات، أو خمر، أو مخدرات، لكن هناك أنواع أخرى من الإدمان ظهرت مع دخول الألفية الجديدة، وعلى رأسها إدمان الإنترنت، وإدمان ألعاب الفيديو ضمن قائمة كبيرة من أنواع الإدمان الحديثة. لكن ما أتحدث عنه اليوم هو إدمان مختلف عُرف منذ بداية التاريخ البشري، وهو «إدمان الحب». فالإدمان على الحبيب هو العلامة المميزة لقصص الحب المتيمة. وهناك قصص كثيرة لهذا النوع من الإدمان، لعل أشهرها في تاريخنا العربي إدمان قيس لليلى.. وإدمان عنترة لعبلة، وإدمان بعير الشاعر (المنخل) لناقة زوجة النعمان (المتجردة)؟! فقد بلغ حب شاعرنا المُهيّم بالمتجردة أن قال فيها قصيدة أودت به إلى نهايته المحتومة، ضمنها البيت المشهور الذي قال فيه: «وأحبها وتحبني **** ويحب ناقتها بعيري». وأظهرت دراسة أمريكية حديثة قام بها باحثون من جامعة سيراكيوز أن الانفصال عن الحبيب يشغّل مناطق محددة في الدماغ مسؤولة عن الإدمان، مشيرة إلى أن الإدمان على الحبيب لم يعد مجرد قول، أو تعبير عن إحساس نفسي يشعر به الإنسان المغرم، إذ أثبت علماء أمريكيون أن الوقوع في الحب يحفز 12 جزءًا في الدماغ مسؤولة عن إفراز مواد كيميائية تمنح شعورًا بالنشوة. لكن أين القلب.. الرمز العالمي للحب، من هذه المعادلات والاكتشافات الطبية الكبيرة؟!