المتتبع لتصريحات القادة والمسؤولين الإيرانيين الموجهة إلى دول مجلس التعاون الخليجي خلال الأشهر القليلة الماضية لابد وأن يلاحظ تصعيدًا في نبرة التهديد التي تحملها تلك التصريحات، وأنه لم يعد بالإمكان الفصل بينها وبين التدخلات الفعلية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، إلى جانب مضي طهران قدمًا في تطوير برنامجها النووي، وهو ما أصبح يعني أن إيران أصبحت تشكل بؤرة تهديد حقيقي للمنطقة، وهو ما عبر عنه سمو نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز في كلمته التي ألقاها أمس الأول خلال اجتماع وزراء داخلية دول مجلس التعاون عندما تطرق إلى الظروف الإقليمية الدقيقة والحساسة والمتغيرات المتسارعة التي يعيشها محيطنا الإقليمي في الوقت الراهن، والتهديدات المجاورة المقلقة، وتشديده على ضرورة اتخاذ دول المجلس كل ما من شأنه زيادة تفعيل آليات التعاون والتنسيق المشترك بينها، لمواجهة المتغيرات والظروف الدقيقة والحساسة المتسارعة التي تمر بها المنطقة، وما يصاحبها من تهديدات وتحديات تستهدف النيل من أمنها واستقرارها، إلى جانب العمل على تحصين المجتمعات الخليجية ضد تلك التدخلات وما يصحبها من فتن ومؤامرات. حقائق التاريخ وشواهده تثبت أن إيران كانت وما زالت مصدر تهديد وعدوان على منطقة الخليج العربي، بدءًا بإيران الصفوية ومرورًا بإيران الشاهنشاهية وانتهاء بإيران الحالية التي لا تزال تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، بما يعني أن إستراتجية طهران لم تتغير مع تغير النظام الشاهنشاهي، حيث بقيت التهديدات الإيرانية للمنطقة مصدر إزعاج لأمن المنطقة، وحيث لم تتخل إيران عن أطماعها في البحرين، فيما تواصل حملات زرع الفتن الطائفية في المنطقة بأسرها، الأمر الذي يتطلب تبني إستراتيجيات جديدة للأمن الإقليمي لمواجهة تلك التطورات، التي أدت إلى خلخلة موازين القوة في المنطقة وذلك على نحو ما ذكره سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة مؤخرًا عندما أوضح أن التطورات التي مرت بها منطقة الخليج العربي أدت إلى خلخلة موازين القوى في المنطقة الأمر الذي فسّر استعداد دول مجلس التعاون لمواجهة إمكانية تحول منطقة الخليج العربية لمنطقة نووية، من خلال الدور الذي تسعى إيران إليه بالمنطقة مستقبلاً، عبر برنامجها النووي الغامض.