* أعجبُ من كثير، وفي أولها الوقوف لفكرة حافز بالمرصاد، مع أن الفكرة في حدّ ذاتها هي فكرة وطنية ومخلصة جدًّا لأبناء الوطن وبناته، فكرة هدفها تسهيل إحلال العمالة الوطنية في محل العمالة الوافدة، ورفع مستوى التأهيل العلمي والتقني والمهارات لدى الشباب والشابات. لكن المصيبة أن هناك أناسًا يكتبون بهدف لا علاقة له، لا بالفكرة، ولا بالهدف منها، وكأنّ هدفهم هو الحصول على أمور أخرى، وبأنانية مفرطة، منها على سبيل المثال: الحصول على المزيد من الشهرة، وجني المزيد من التعليقات.. وكل ذلك على حساب مَن؟! على حساب مواطن ومواطنة يعيشان متاعبهما مع البطالة، ومع الفراغ، ومع البحث عن الوظيفة!! وإن كان يعيب على (حافز) أنها بدأت بعملية استعراضية للعقوبات، وفرض (العضلات) قبل أن تهبط على الأرض، وتلامس الواقع، وتصل للآخر الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر، كما أنه كان ينتظر منها الثواب لا العقاب، لأنه وبكل بساطة هدف الفكرة هو في النهاية خدمة مواطن ومواطنة تعلما، وتعبا، وانتظرا الوظيفة التي غابت عنهما كثيرًا، وبحثا عنها في كل مكان، وحين جاءت (حافز) كانت بمثابة الفرح الحقيقي لكل الذين يعيشون الفراغ، ويواجهون متاعب كبيرة مع البطالة المفروضة عليهم لأسباب كثيرة، أهمها غياب التخطيط المناسب في التعليم، وثانيها عدم قبولهم في القطاع الخاص، واتّهامهم بكثير من العيوب، والتي هي بالتأكيد ليست سوى مبررات للهروب من توظيف السعوديين بجنسيهم، والبحث عن عمالة وافدة، بأجور رخيصة، ومن هذا المنطلق كانت فكرة (حافز)، والتي تضامنت مع فكرة نطاقات؛ بهدف الضغط على القطاع الخاص ليتمكن من استيعاب العاطلين عن العمل، ومن ثم مساعدتهم بمخصص مالي يحفّزهم ويعينهم على ذلك، وبشروط وضوابط، لكي لا تستغل الفكرة، وتؤثر على الهدف السامي الذي هو القضاء على البطالة، والتي ربما ظنها البعض على أنها فكرة لا تختلف عن (الضمان الاجتماعي)، ومن خلال اللقاء الذي نظمته وزارة العمل للإعلاميين، والذي قدم من خلاله معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه شرحًا وافيًا عن حافز، وعن كل أهدافه، كما قدّم بعض المتاعب الذي واجهها ويواجهها هذا البرنامج الوطني الضخم، والذي لا هدف له سوى مساعدة الأجيال في تأمين وظيفة آمنة ومستقرة لكل شابة وشاب يبحثان عن عمل..!! * لكن فيما يبدو أن قضيتنا هي السخرية من كل شيء، وتسخير كل إمكانياتنا لوأد كل الأفكار الطامحة، دون أن نكلّف أنفسنا الوقوف -ولو للحظة- على الحقيقة قبل ممارسة النقد ضد الآخر، والفكرة الرامية إلى مساعدة الأجيال على الخروج من أزمة ومأزق البطالة، هذه الفكرة التي تواجهها اليوم الكثير من العوائق مع القطاع الخاص، والذي سيجد نفسه مرغمًا للتنفيذ من خلال الضغط عليه من قِبل وزارة العمل المعنية بحل مشكلة البطالة، لكنّ المؤسف أنني اكتشفتُ أن مَن يقف للفكرة هم أبناء الوطن وبناته، ويفسّرونها بطريقة مختلفة، وهو ما اعتدناه من البعض الذي لا يزال يفكر بطريقته، ويحارب دون أن يعي أن مَن يحاربهم لا همَّ لهم سوى مساعدته، ومَن يصدّق أن من بين المتقدمين مَن أدخل في الحاسوب أسماء (الموتى)، وبعضهم أدخل اسم (جدّته)، أو (خالته)، والبعض أخذ يمارس السخرية في كلمات لا قيمة لها، لدرجة أن بعضهم قال بأنه يفكر في شراء بلازما، وآخر كتبها في هيئة تعليق قال فيه (ألفا ريال، ولا دوام، ولا توقيع، ولا همّ مدير.. يا سلام)، لتأتي في النهاية المفارقة الغريبة في اللحظة التي يحاول فيها (حافز) حل مشكلاتهم مع البطالة، تأتي أفكار البعض السلبية والتي همّها الحصول على (الألفي ريال) فقط..!! * (خاتمة الهمزة).. حين تصل فكرة (حافز) بهدوء، وقتها سوف يلمس الجميع فوائدها، ويكتشفون أن ال(2000) ريال ليست سوى مبلغ بسيط أمام المبالغ الكبيرة، والمزايا الجميلة التي سيجدونها في وظيفة مربحة، وحياة آمنة ومستقرة تمكّنهم من الخلاص من الفراغ للأبد، كما تمكّنهم من بناء أسرة سعيدة، وهي خاتمتي.. ودمتم..!!