* (شاي بالجمرة).. هو حلم جديد، وفرح يُحدِّثنا عن أن أبناءنا الرجال، وأبطالنا الذين تعلّموا جيدًا، وتخرّجوا بشهادات عالية، أرهقتهم سنين انتهت بهم في النهاية إلى كلمة (عاطلين) عن العمل، بعض هؤلاء الرجال الذين قالوا: لا (للبطالة)، وألف لا (للفراغ والانتظار)، وقالوا: نعم للعمل الشريف، ولا عيب أبدًا في أن تعمل لتكسب من عرقك، وهو عطر مقدّس، وفرح أكيد، مثل هؤلاء هم السواعد التي حتمًا ستجد في الآتي مكانًا، هذه السواعد القوية الطموحة هي سواعد البناء والعطاء، وفي ذهني صور ولا أروع، وحكايات ولا أمتع؛ لبدايات كانت بائسة لشباب كان زادهم الصبر، وكان همّهم الوصول إلى بر الأمان، بنفوس تأبي أن تعيش حياة الاتكالية، وترفض إطلاقًا الشفقة، وتصر على أن تعيش الحياة مهما كانت قسوتها؛ ليصلوا في النهاية إلى الحلم الجميل، مثل هؤلاء هم شبابنا اليوم الذين حملوا أنفسهم لميادين العمل، وقرروا بحماس الانتصار على البطالة بالعمل الجاد، وقد رأيتهم وشربت من الشاي أبوجمرة، الله عليه، ونكهته تلك التي أخذت من رائحة الحطب بعضه، ومن عطر الماضي شيئًا خرافيًّا، وطعمًا كنت قد نسيته من زمن قديم، ليردّه لي ذلك الشاب الذي يقف على ناصية الطريق تحت السماء، ويُشعل الحطب على (أباريق الشاي) التي باتت سوداء داكنة، وفي الداخل الطعم والذوق والنكهة، وهو سر (الشاي بالجمرة)، ذلك الكوب الذي يحمل في باطنه تفاصيل هامة عن الحياة والطموح، التي لابد أن تستمر بالوظيفة أو بدونها..!! * أنا أتمنى من كل بناتنا وأبنائنا الذين لا يزالون ينتظرون دورهم للحصول على الوظيفة؛ التفكير في العمل الحر، والحصول على دعم الدولة للمشروعات الصغيرة، ومن ثم البدء في العمل، وصدقوني أعرف كثيرًا من الرجال لم تكن حياتهم سوى فقر وتعب وبؤس مع الوظيفة، وحين كان قرارهم العمل الحر، كانت البدايات السعيدة، من هؤلاء أحد أصدقائي الذي كان مفلسًا كبيرًا، وبفضل الله أصبح اليوم ثريًّا ومليونيرًا كبيرًا، وهو بفضل الله عليه، ومن ثم باجتهاده وأمانته وصدقه، كان النجاح حليفة، ليصبح اليوم في خير ونعمة من الله، ولأن للحياة قصة، فإني أتمنى من الشاب الذي ابتكر فكرة الشاي أبوجمرة تطوير الفكرة، والعمل على أن تكون عملاً تجاريًّا، وسيجد حتمًا قبولاً، لأن الناس قبلوها وسيُقبلون عليها، للعلاقة الثنائية بينها وبين الماضي وبينهم، إضافة إلى الذوق الرفيع، وسيرى في الغد القريب قيمة الفكرة، وما تقدمه له من مال، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، أسأل الله له ولكل شبابنا وشاباتنا التوفيق..!! * (خاتمة الهمزة).. الفرق شاسع بين الكسل والعمل، بين الانحناء والوقوف، بين السرقة والكسب الحلال، لكن قبل كل هذا، أتمنى أن تنتهي خطط وزارتي العمل والخدمة المدنية سريعًا في محاصرة البطالة بالحلول الناجعة، هذه الأفعى الخبيثة.. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]