مشاركة الفنانتان السعوديتان رجاء وشادية عالم بعمل فني مجسم والمسمى «الفلك الاسود» مستوحى من فضاء الكون الفسيح والكعبة المشرفة التي ترمز لمركز الأرض، وقد خُصصت للجناح إضاءة خافتة مع مؤثرات وأصوات تمتزج بأصوات الأذان والصلوات في الفضاء الذى يمثله غلبة اللون الأسود وخفوت الإضاءة، حيث تسبح النجوم الساطعة المصممة بواسطة فنانين متخصصين في المجسمات، هذه البقع المضيئة تسبح في فراغ أسود يرمز للكون ومجسم المصمم على شكل مكعب وسط نجوم من وحدات ضوئية ترمز للكون بما فيها من نجوم وبين الكعبة التي مثلت بالمجسم بشكل المكعب يمثل الكعبة المشرفة حيث الخشوع والابتهالات الصادرة من المؤثرات الصوتية مما يضفي رهبة للمكان يعززها الضوء الخافت والصورالمبهمة التي توحي برهبة بعظمة الخالق.. عندما حاولت البحث فيما ترمى إليه الفنانتان رجاء وشادية عالم بهذا العمل الرائع لم تصلني الفكرة كما يشرحونها على الورق الذي وُزع في المعرض، وذلك لأن إبهار المجسم وتصميمه طغى على الصوت والمؤثرات المصاحبة فقد أوحى لي للوهلة الأولى بمحطة فضائية أو قمر صناعي يسبح في الفضاء الفسيح، إلا أنه بنظرة متأملة اكتشفت المجسم الذي يقبع في ركن من التصميم ويرمز إلى الكعبة المشرفة، لذلك أطلب من جمهور المشاهد أن يرى العمل بإحساسه قبل عينه ثم أننا لا ننكر أن الصورة المبهرة تشد المشاهد للعمل قبل الصوت، لذلك كان الأجدر من وجهة نظري أن تظهر صورة المعتمرين على الطبق الأسود الذي يقبع فوق الإضاءة الباهرة التي تمثل النجوم بدلًا من بعض صور مبهمة تتراقص فوق السطح الأسود الذي يوحي بغطاء محارة العمل. عمومًا من ناحية الإبهار البصري نجح، لكن من ناحية إيصال فكرة القوس الأسود وما تعنيه الفنانتان لم يصل إلى الهدف المنشود وجاء يعتريه بعض الغموض.