تفتحت عينا المصور الفوتوغرافي علي البدران على الخضرة الممتدة التي تكسو قريته.. خضرة تمتد بساطًا أخضر، كانت مسرح طفولته وصباه، كل ذلك الوقت يمضي به وفن التصوير كامن في داخله، دون أن يجد منفذًا للظهور.. فإذا ما شارف بسني عمره المرحلة الثانوية من دراسته، تحولت الخضرة المنتشرة حوله إلى قيمة جمالية حرية بالتسجيل والتدوين، فظهرت على السطح موهبته الفوتوغرافية، فطفق يصوّر «الركيب»، وهو اصطلاح محلي دال في معناه على قطعة الأرض المزروعة، تلك كانت بداية الموهبة التي ترافقت مع مراحل دراسته.. غير أن البدران لم يكتفِ بالموهبة فقط بل عمد إلى دراسة الفن الفوتوغرافي، متعرفًا على دقائقه وأسراره الجمالية، ليتحوّل من ثم من الهواية إلى الاحتراف قبل خمس سنوات خلت، مترافقًا ذلك مع عمله معلمًا لمادة الأحياء، الذي كان له أثر آخر في مسيرته مع الفن الفوتوغرافي، فارتباط هذه المادة بالحياة اليومية، دفعه إلى استعمال كاميراته في إيصال المعلومة وتوثيقها وعرضها على طلابه.. مسيرة البدران الفنية لم تخلُ من عقبات وعثرات، فهو يرى أن كثيرًا من المصورين الهواة والمحترفين يفتقدون للدعم بسبب عدم تفهم المجتمع لفكرة التصوير الاحترافي وما يقدمه للمجتمع من خدمة، مستدركًا بالإشارة إلى أن لجنة التصوير الضوئي بجمعية الثقافة والفنون بالباحة والمجهود الشخصي يمثلان أكبر داعم للمصور.. كاميرات وتقنيات البدران تعامل مع أنواع مختلفة من الكاميرات بوصفها القطعة الأساسية في عمله، وله موقف إيجابي حيال التعامل مع برنامج الفوتوشوب وبرامج معالجة الصور، فهو يشير إلى أنه امتلك أول كاميرا من نوع سوني ولم تكن احترافية، وبعدها اقتنى كاميرا نيكون D60، استبدلها حاليًا بكاميرا نيكون D90، كما أنه يستخدم الفلاتر أثناء التصوير باحًا في ذلك عن جمال الصورة من خلال إلغاء الانعكاسات في الصورة، أو فلاتر الألوان على حسب استخدام الصور ورؤيته للصورة وإخراجها.. كما يرى البدران أن الفوتوشوب وبرامج تعديل الصور برامج مهمة إذ لا يكتمل جمال الصورة وإخراجها النهائي إلا بهذه البرامج لكي تأتي الصورة قريبة وبسيطة للمشاهد ليستمع بها وتكون مريحة للعين. عبارة مزعجة ويجد البدران في عبارة «ممنوع التصوير» أصعب موقف يواجه المصور بسبب المجتمع، بجانب ما يواجهه الفوتوغرافيون من عدم الدعم من المجتمع وعدم فهم خدمة التصوير التي تعد مهمة من حيث نقل صورة المجتمع للآخرين.. هذا الموقف السلبي من المجتمع يقابله موقف إيجابي من جمعية الثقافة والفنون بالباحة حيث يرى البدران أن لها الدور الكبير بقيادة مقرر لجنة التصوير الضوئي أكرم الغامدي من حيث جمع أكبر عدد من المصورين المحترفين بالمنطقة وإقامة الدورات والمحاضرات والرحلات التصويرية التي تفيد المصور. في انتظار المعرض البدران ختم حديثه معددًا مشاركاته الفنية، وآخر الأعمال الفنية التي أنجزها، مبينًا أنه شارك في معرض فوتوغراف 3 بجمعية الثقافة والفنون بالباحة بأربعة أعمال، بجانب مشاركة أخرى بمعرض بصمة شباب ببيت الشباب بجدة، كما أقام في الصيف الماضي دورة تدريبية في الجمعية بعنوان معالجة صور المناظر الطبيعية، ويعد حاليًا لمعرض يقدمه بفرع جمعية الثقافة والفنون في الباحة، ومن المنتظر أن يقدم في هذا المعرض آخر أعماله الفوتوغرافية ومن بينها صورة لبعض الأطفال هاربين من خطر السيول، وصورة لقرية قديمة أثرية، وأخرى لمنظر بحري لشاطئ مدينة ينبع، وغيرها من الأعمال الأخرى.