«ماذا بعد الربيع العربي..؟».. هذا هو المحور الذي اختارته مؤسّسة الفكر العربي التي يترأّسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ليكون محور مؤتمرها الفكري السنوي العاشر لهذا العام (فكر10)، والذي سينطلق اليوم في مدينة دبيالإماراتية تحت عنوان: «ماذا بعد الربيع؟»، برعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتستضيف دبي وقائع المؤتمر في الفترة من 10 إلى 12 المحرم 1433ه، الموافق من 5 إلى 7 ديسمبر 2011م، ويكتسب هذا المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي أهميّة استثنائية هذا العام بعقد مؤتمر «فكر10»، إذ يُوافق عقد هذه الدورة مع الذكرى العاشرة لانطلاقته، كما تتقاطع هذه الدورة مع الأحداث الاستثنائيّة والدقيقة التي يشهدها الوطن العربي. واشار أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم إلى أن مؤتمر هذا العام يأتي في ظل مناخ عربي بالغ الدقّة والحساسية، ولهذا فإن المؤتمر يتبنّى سواء من خلال عنوانه أهم محاوره السبعة منهجيّة علميّة لا تنحاز لطرح سياسي بعينه، لكن يهمّها أن تقدم مقاربة موضوعية هدفها التفريق بين أسباب الربيع العربي ونتائجه، والاهتمام ببحث تداعياته الخارجية، وكذلك التركيز على البعد الثقافي والاجتماعي لأحداث الربيع العربي. وقال: إن الربيع يرمز إلى روح التفاؤل والشباب والأمل، ونحن نأمل أن يحمل المؤتمر بشائر ربيع متجدّد، نجدّد معه وعبره الأمل ونشدّ العزم والإرادة ونبني جسور التواصل وعناصر الرؤى الآيلة بمجملها إلى بناء مستقبل عربي أفضل. من جانب آخر، قال حمد عبدالله العماري الأمين العام المساعد لمؤسّسة الفكر العربي المدير التنفيذي لمؤتمرات «فكر»: إن وقائع جلسات مؤتمر «فكر10» ستنعقد على امتداد ثلاثة أيام، وستتميّز بمشاركة نخبويّة مكثّفة من مفكّري الوطن العربي من مختلف الأطياف والتيّارات الفكرية والثقافيّة، وبعض الضيوف المتخصّصين والمهتمّين من الخارج، وقد سخّرت مؤسّسة الفكر العربي كل إمكاناتها وجهودها ليجيء المؤتمر ناجحًا في مزايا تقديمه الحيادي والموضوعي لتطوّر الأحداث، وكذلك إمعان النظر فيما تؤول إليه مساراتها، والخروج بالتالي بأفكار جادة ومسؤولة من شأنها أن تُعين الأمة على تخطّي أزمتها الراهنة وهي أفضل حالًا وأقدر منعةً وتصويبًا في رصد وبناء مستقبل مشرقٍ لأجيالها اللاحقة، ولا شك أن الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها وطننا العربي ضاعفت من أهمية هذا المنبر الجامع للمثقّفين والمفكّرين العرب لكي يلتقوا ويتحاوروا. وكشف العماري، عن بعض أسماء المتحدّثين قائلًا: على قدر ضخامة أحداث الربيع العربي وخصوصيّتها، وعلى أمل أن يلبّي المتحدّثون تطلّعات المشاركين في المؤتمر والمتابعين له، فقد حرصت مؤسّسة الفكر العربي بناء على توجيهات رئيسها الأمير خالد الفيصل، على معايير التنوع والموضوعية والتخصّص بين المشاركين في كل جلسة، من الذين وضعوا موضوع الربيع العربي تحت المجهر، من خلال أبحاثهم وأوراقهم، أو من خلال انخراطهم السابق في الشأن العام العربي. وأردف يقول: من الأهميّة الإشارة إلى أن المؤتمر سوف يختتم فعالياته بتوزيع جوائز الإبداع العربي في دورتها الخامسة، كما سوف يكون المؤتمر مناسبة لإطلاق التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية. وكشف العماري عن أنّ بعض الأصوات كانت قد أوصت بتأجيل المؤتمر المزمع عقده بل وحتّى إلغائه، نظرًا للظروف الراهنة وتطوّراتها، لكن مؤسّسة الفكر العربي أصرّت وبعزم على متابعة مشروع عقد وقائع مؤتمرها العاشر، آخذةً بعين الاعتبار أنّ ما تمرّ به بعض الدول العربية الآن أمر عظيم الأهمية وبعيد الأثر، يضع تحدّيات جسيمةً أمام نُخب الفكر العربي على اختلاف مشاربها، متّخذة من دبي منطلقًا للدراسة والحوار والإجابة على تساؤلات وتطلّعات وهواجس المراقبين والمتتّبعين لمتواليات أحداث هذا «الربيع العربي».