كتبت له تقول.. حين رأيتك للمرة الأولي قرأت في تفصيل وجهك هجير أيام.. ووحشة عمر.. وفي صوتك نبرة ألم.. وحرقة سنين.. لمست في قسماتك الهدوء والسلم.. بدوت لي و كأنك لا تعشق المغامرات غير المحسوبة.. سعيت حينها إلى تفكيك تركيبتك الإنسانية لأني لا أسمح لأحد أن يدخل عالمي دون أن أعرف عنه كل شيء.. إنسانيته.. روحه.. أحلامه. حين عرفتك أكثر أحسست بقرب روحي إليك.. جذبني هدوؤك وعمق تفكيرك.. تمنيت لو أخذتك إلى بساتين التفاح والجوز نلهو ببراءة الطفولة.. وطهر البدايات. أيقظت في داخلي الأشواق والحنين رغم مسحة الحزن في عينيك.. أنا يا سيدي استلهم تحرر روحي من ذاتي لكن تجليات عشقك أصبحت صفاء عمري.. انجذبت روحي لكلماتك.. وذابت شغاف قلبي لصدق معانيها.. سرحت في ثنايا رسائلك.. وسكنت نفسي بين حروفها. أتعرف حين قلت لي إنك تتمنى أن تكون معي كسندباد نبحر معًا نجوب البحار ونستكشف مجاهل عشق لم يرتدها عاشق من قبل..؟ قلت لنفسي سأكون معك «ياسمينة».. كما في حكاية «السندباد».. لكني خشيت أن تأخذك عروسة البحر إلى عالمها المكنون.. وتبعدك عن شواطئك المعتادة.. غير أني أقسمت مع نفسي أن أخطفك إلى فضائي الخاص.. وأنسيك كل ما تعرفه عن نفسك.. القلب، أيها العاشق، دليل المغامر وبوصلة المحب للإبحار.. فهل يستطيع قلبك الجمع بين شواطئ الهوى ومراعي الغزلان..؟ وهل يمكنه قبول السكون والعنفوان..؟ كنت أسأل نفسي أيمكن أن يكون نداؤك هو الحب الأبدي الذي بحثت عنه كثيرًا..؟ أو أن يكون المحطة النهائية التي سترتاح فيها روحي.. فيرجع الصدى منغمًا يحملني إلى فضاء الأحلام.. ويطير بي إلى عوالم الخيال.. ويسرح بي إلى حكاوي السمار عن خلود العشاق. عاهدت نفسي أن أكون لك واحة سكون.. وصدرًا حنونًا.. فسلمت لك قلبي.. وزرعت في أعماقي حبك.. وأسكنتك شراييني.. سأتنفس عبير عشقك بقية عمري.. ولن ترتاح روحي إلا بقربك.. فاقبلني كما «أنا» روحًا حرة.. ورفيقة درب.. وعشق عمر.