لا يمكن أنْ أصدّقَ أنْ أدعكِ فاتنتي تغيبين عنّي ولو لحظة من زمن.. ولا يمكن أنْ أملَّ أبدًا من عطشى لحبّكِ.. وشوقي لقربكِ. لا يمكن سيّدة عمري أن يسكن قلبي مَن هو أعزّ.. أو أن يكون لديّ أغلى منكِ.. فكيف أنسى همسَكِ الدافئ في ليالي شتائي البارد.. أو أن أنسى واحةَ حنانكِ في هجير أيامي.. أو بوح رسائلكِ التي روت جدب زماني. لا يمكن أنْ لا أحنّ إلى حضنكِ الدافئ.. أو أنْ لا أهيم في حسنكِ.. أو أنْ لا أذوب في رقتكِ.. أو أنْ لا أعشق دلالكِ. لا يمكن يا رفيقة عمري أنْ أنسى كيف والأعاصير تحاصرني من كل مكان.. والآلام تنهشني بلا رحمة.. والوحدة تمزق أيامي.. وقد هدّتني السنون.. كنتِ بلسمًا شافيًا.. وروحًا عذبة.. وحضنًا دافئًا.. أعاد الأمل لروحي.. والسكون لأيامي.. والكبرياء لنفسي. لا يمكن أن أنسى غندرة مشيكِ.. وقلبي يفز فرحًا بقدومكِ.. فكيف بالله أفكر في الابتعاد عنكِ.. أو أترك تفكيري يغفو عن ذكركِ؟ فأنتِ ساكنة أعماق نفسي.. وثنايا فؤادي. لا يمكن أن أنسى كيف أضأتِ عالمي بجمالكِ.. وأعدتِ الحياة لروحي.. حين مسحتِ الدمعَ من عيني.. وزرعتِ البسمةَ في شفاهي. لا يمكن أن أصدق أنني سأعود إلي حياة السأم.. أو أن أعانق الضجر التي بددتِها من صفحات سنيني.. ونثرتِ الزهور في كل فضاءاتي. لا يمكن أن أنسى نظرات العشق من عينيكِ.. وخفقان قلبي لها.. فأنا يا سيدتي ضعيف أمام حبكِ.. وطفل بلا حول أمام رقة أحاسيسكِ. لا يمكن يا فاتنتي لعاشق مثلي أن يعيش بعيدًا عنكِ.. فكيف يعيش جسد بلا روح، بعد أن أصبحتِ أنتِ الروح لي؟!