يسعى البيت الابيض في واشنطن الى الحد من الضرر الذي يلحق بالعلاقات الامريكية الاسرائيلية في اعقاب وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالكذب في حديثه الخاص مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، وقال بن رودس نائب مستشار الرئيس الامريكي للأمن القومي للصحفيين في اشارة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما بان محادثاته تتعلق بوضوح تام عن التزام الرئيس تجاه اسرائيل، وعلى ان يحافظ على علاقات عمل وثيقة مع رئيس الوزارة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد ان اصبحت العلاقة صعبة بينهما، وتعرض باراك اوباما لانتقادات لممارسته ضغوطًا على اسرائيل في اطار مساعيه لابرام اتفاق للسلام في الشرق الاوسط مما اثر سلبًا على التأييد له بين الناخبين اليهود من الولاياتالمتحدةالامريكية في الوقت الذي يستعد فيه لخوض حملة للفوز بفترة ثانية في انتخابات الرئاسة الامريكية التي ستجرى في العام المقبل 2012م. كان صحفيون يغطون قمة مجموعة العشرين في منتجع كان الفرنسي فسمعوا عن غير قصد الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي وهو يصف رئيس الوزراة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالكاذب أثناء حديث خاص مع الرئيس الامريكي باراك اوباما وطبقا لما قاله مترجم فرنسي فإن باراك اوباما عبر فيما يبدو عن رثائه لهذا الوصف بدلا من أن يعترض على وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وحسب ما جاء على لسان المترجم من تعليق الرئيس الامريكي باراك اوباما قوله للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يبدو انك سئمت من رئيس الوزارة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لكنني مضطر للتعامل معه اكثر منك. رفض المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني التعليق على المحادثات بين الرئيسين الامريكي والفرنسي عندما سأله صحفيون يسافرون مع باراك اوباما الى فيلادلفيا.. ومن المرجح أن عدم الدفاع من قبل باراك أوباما عن بنيامين نتنياهو حقق فرصة يستغلها خصومه من الجمهوريين الذين يتطلعون لخلعه في انتخابات الرئاسة القادمة وذلك بتصويره على أنه معادٍ لاسرائيل اوثق حليف للولايات المتحدةالامريكية في الشرق الاوسط، وقد يؤدي الضغط على بنيامين نتنياهو الى اثارة استياء قاعدة الدعم القوية التي تحظى بها اسرائيل بين المواطنين الامريكيين وفي الكونجرس، ورفض مكتب بنيامين نتنياهو التعقيب على الفور لكن نائبه سيلفان شالوم هوّن من شأن المسألة قال سيلفان شالوم وزير خارجية سابق ومنافس لبنيامين نتنياهو في حزب تجمع الليكود لراديو الجيش الاسرائيلي: «الجميع يتحدثون عن الجميع احياناً حتى الاصدقاء الحميمون يقولون اشياء عن بعضهم البعض وبالتأكيد في مثل هذه المهن التنافسية ولهذا يتعين الاهتمام بالامور الرئيسة.. هل باراك اوباما صديق لإسرائيل؟ هل نيكولا ساركوزي صديق لإسرائيل؟ هل سياستهما سياسة متسقة لدعم اسرائيل.. الرد على كل هذه الاسئلة هو بالإيجاب، وبقدر ما يعنيني الأمر فهذا هو المهم. لم يتضح سبب انتقاد نيكولا ساركوزي لبنيامين نتنياهو لكن دبلوماسيين أوربيين ألقوا باللوم بصورة كبيرة على اسرائيل في انهيار محادثات السلام وأبدوا غضبهم من موافقة بنيامين نتنياهو على بناء استيطاني على نطاق واسع، وأثناء الاجتماع الثنائي بين باراك اوباما ونيكولا ساركوزي في يوم 3 نوفمبر 2011م على هامش قمة مجموعة العشرين في كان انتقد باراك اوباما قرار نيكولا ساركوزي المفاجئ التصويت لدعم طلب فلسطيني للعضوية بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو». نقل عن الرئيس الامريكي باراك اوباما قوله: «لم ترقْ لي الطريقة التي عرضتم بها الامر فيما يتعلق بالعضوية الفلسطينية باليونسكو» هذا اضعف موقفنا، كان يجب التشاور معنا لكننا تجاوزنا هذا الموقف الان وكان الاقتراع الذي أجري في يوم 31 أكتوبر من عامنا الحالي 2011م في اليونسكو حقق نجاحًا للفلسطينيين في حملتهم الاوسع التي تستهدف الاعتراف بدولتهم في الاممالمتحدة في مبادرة من جانب واحد تعارضها اسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية بشدة، ونتيجة للاقتراع فإن واشنطن ملزمة بوقف التمويل لليونسكو بموجب قانون يعود الى التسعينات من القرن الماضي يحظر على الولاياتالمتحدةالامريكية تمويل أي هيئة تابعة للامم المتحدة تمنح العضوية لجماعات ليس لديها دولة كاملة ومشروعة. قال باراك اوباما لنكولا ساركوزي انه قلق من اثر احتمال سحب واشنطن للتمويل من هيئات اخرى تابعة للامم المتحدثة مثل منظمة الاممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» والوكالة الدولية للطاقة الذرية في حالة منح العضوية الكاملة للفلسطينيين بهما.. وقال باراك اوباما لابد من توصيل رسالة للفلسطينيين بأن عليهم التوقف عن هذا فوراً وفي اليوم الذي اجريت فيه هذه المحادثات أعلن الفلسطينيون انهم لن يسعوا للعضوية في اي هيئة اخرى تابعة للامم المتحدة واكد نيكولا ساركوزي على ان فرنسا لن تتخذ اي قرار من جانب واحد عندما يبحث مجلس الامن وقال باراك اوباما نتفق معك في هذه المسألة وأوفت فرنسا بوعدها عندما بحث مجلس الامن العضوية الكاملة للفلسطينيين بالاممالمتحدة. اذا رغبت امريكا في الامتناع عن تمويل اي تنظيم دولي تابع للامم المتحدة اذا قبل منح العضوية به للفلسطينيين بموجب القانون الصادر في مرحلة العقد التاسع من القرن الماضي العشرين فإن المنطق القانوني يلزم الهيئة الدولية التي امتنعت امريكا عن تمويلها لها كل الحق في أن تسقط عن الولاياتالمتحدةالامريكية عضويتها وطردها منها وهذا يعني ضرورة طرد واشنطن من اليونسكو لأنها مجرد عضو بها فإن امتنعت عن سداد اشتراكها بها وجب طردها منها فورًا، فهي ليست قيّمة على المنظمات التابعة للأمم المتحدة وانما عضوٌ بها مثل غيرها.