انتهى ديربي العاصمة بفوز هلالي صريح دون مجهود أو تعب، فاللقاء كان من طرف واحد، كان يؤدي مناورة تدريبية بعيدًا عن المنافسة الموهومة، ولم نجد شيئا من رائحة الديربي سوى ذلك الحضور الجماهيري. نعم هذه هي الحقيقة، فالمنافسة بين الهلال والنصر قد انتهت منذ سنوات، شاء من شاء وأبى من أبى، ولعل لغة الأرقام والإحصاء والمنطق والفلسفة والتاريخ كلها تؤكد أنه لا مجال للمقارنة بين زعيم البطولات وباحث ولهان هائم يبحث عنها منذ سنوات. لا أريد أن أقسو على النصراويين، فلديهم من المشاكل ما يكفيهم بالتأكيد، لكنني أتساءل: إلى متى سيُعاني النصراويون من البكاء على الأطلال والتغني بأمجاد ماجد والهريفي، والعيش في حلم العالمية الذي عفا عليه الزمن، فأصبح أقرب إلى الخيال أبعد منه إلى الحقيقة. بعيداً عن ديربي العاصمة، يترقب الوسط الرياضي بلهفة الديربي الحقيقي، الديربي المثير، الديربي الممتع بين الجارين الأهلي والاتحاد، في موقعة ساخنة الخميس المقبل، ويأتي هذا الديربي بحسابات كبيرة، فالاتحاد يعيش زوبعة فنية كلفته خسارة 8 نقاط حتى الآن خلال مشواره في الدوري، بالإضافة إلى أنه يسعى لرد الاعتبار أمام جاره الأهلي، الذي خطف منه كأس الأبطال في الموسم الماضي، فيما يعيش الأهلاويون أوضاعا مستقرة رغم تذبذب المستويات بين مباراة وأخرى، إلا أن الأهلي له شكل خاص وطعم آخر ولون مختلف مع التشيكي جاروليم، الذي جعل منه عقدة للفرق الصغيرة بعد أن كانت عقدة له. عموما لا أريد استباق الأحداث، ولا أريد أن أُرجِّح كفة أحد العملاقين على الآخر، لكنني واثق تماما أن ديربي الأهلي والاتحاد سيعوّضنا عن المتعة التي افتقدناها في الديربي العاصمي، فشتان شتان ما بين ديربي المجالس وديربي الميدان.