لم أصدق ما رأته عيناي وشعرت بصدمة كبيرة وخيبة أمل وأنا أشاهد التشكيلة الأهلاوية التي دخل بها التشيكي جاروليم لقاء سبهان الإيراني، لأنني رأيت في ملامحها خسارة منتظرة، وانتابني الغضب كأي مشجع سعودي يتمنى أن يكون ممثل الوطن جاهزاً للمنافسة. أدرك تماماً أن جماهير الأهلي العاشقة وبالتحديد تلك الجماهير الغفيرة التي ملأت مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل، كانت الضحية الأكبر لنظرية التشيكي جاروليم، الذي نجح في توصيل رسالته التي تقول لا تهمني آسيا بقدر ما يهمني لقب الدوري.. شاء من شاء وأبى من أبى. لست ضد نظرية «الداهية» جاروليم ولكنني كنت أتمنى أن يعلنها صريحة قبل خوض غمار البطولة الآسيوية، فالجمهور الأهلاوي، الرقم الصعب في خارطة الكيان الراقي هذا الموسم، يستحق أن يكون على علم بالرؤية الاستراتيجية التي سينتهجها الفريق، بدلا من تعليق الآمال على هذه البطولة أو تلك. صحيح أن الأهلي لم يعش موسماً جميلا كالذي يعيشه هذا الموسم منذ فترة طويلة، فهو يقدم أجمل عروضه، ويعزف أروع ألحانه على أنغام جماهيره التي تتغنى بسحره الكروي، لكن الواقع والمنطق يفرض نفسه في النهاية، فالبطولة الآسيوية لها فرسانها وأبطالها، وبالتأكيد أن الأهلي ليس واحداً منهم. نعم هذه هي الحقيقة بعيداً عن العاطفة والأهواء والميول، ومن أراد أن يصدق فليستمع إلى آسيا وهي تنادي عميدها وتحتضنه بين ذراعيها، بعد أن رفضته البطولات المحلية. من الصعب جداً أن نحكم على مغامرة جاروليم بالنجاح أو الفشل في الوقت الحاضر، لكننا لمسنا بوادر نجاحها في مباراة القادسية التي ظهر فيها الفريق الأهلاوي بأبهى صوره، وكان الجاسم نجم اللقاء بلا منازع، أما إن كان الراقي قد نجح في تخطي النمور مساء البارحة فسوف نقولها بالحرف الواحد مغامرة ناجحة يا جاروليم. أخيراً أدرك أن جماهير القلعة لا تحتاج لمن ينصحها أو يوجهها، فجمهور الملكي تعود أن يكون دائماً في القمة، لكن الحلم الكبير الذي ينتظر الأهلاويون قاطبة تحقيقه قد يصبح في مهب الريح فيما لو أصروا على تحقيق جميع البطولات، لذا فإنني أضم صوتي مرة أخرى إلى صوت جاروليم وأقول الدوري يا عاقلين.