بعد ثلاثة أيام من الكر والفر على خطوط المواجهة بين المتظاهرين المصريين في ميدان التحرير وبين قوات الأمن في محيط وزارة الداخلية نجح علماء أزهريون شبان في فض الاشتباكات بين الطرفين لمدة ساعتين تجددت بعدها الاشتباكات، حيث قامت قوات الأمن بإطلاق النار وطلقات الخرطوش والرصاص المطاطي على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط عدد كبير من المصابين. وكانت هدنة وقف العنف جاءت بعد يوم ناشد فيه المتظاهرون رجال القوات المسلحة للتدخل لوقف هجمات الأمن عليهم دون جدوي. وانسحبت مساء أمس قوات الأمن المركزي المتواجدة في شارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية بعد مبادرة مشايخ الأزهر بالخروج في مسيرة ضمت المئات من المتظاهرين من ميدان التحرير وعند وصولهم إلى خط المواجهة قاموا بمصافحة رجال الأمن مرددين «سلمية سلمية» فيما هتفت مئات المتظاهرين عقب انسحاب الشرطة. وكالعادة أبى مساء أمس أن يمر قبل أن يضيف رقمًا جديدًا لقائمة الضحايا وارتفع عدد قتلى أحداث التحرير أمس إلى 35 قتيلًا حيث سجلت أمس وقبل مبادرة فض الاشتباك ثلاث حالات وفيات لشباب تتراوح أعمارهم ما بين 25 و27 عامًا في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية نتيجة إصابتهم بطلق ناري في البطن والرأس، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 3256 مصابًا. وتزامن ذلك مع انطلاق دعوة لتنظيم مظاهرة مليونية بعد غد الجمعة تحمل عنوان «مليونية تنحي العسكري» للمطالبة بتنحي المجلس العسكري عن الحكم وتسليم السلطة إلى حكومة إنقاذ وطني تتولى الحكم في المرحلة الانتقالية. ودعت حركة 6 أبريل إلى مليونية أخرى تحت شعار «حق الشهداء».. واتفقت عشر حركات وأحزاب سياسية على تنظيم مليونية ثالثة اسموها مليونية «الفرصة الأخيرة».. وفى المقابل أعلن مؤيدو المجلس العسكري وأعضاء صفحة «أنا آسف ياريس» و»ائتلاف الأغلبية الصامتة» عن تنظيمهم لما وصفوه ب «انتفاضة الأغلبية الصامتة» بميدان العباسية لإعلان تأييدهم للمجلس وللرد على مليونية «تنحي العسكري». وصرح مسؤول بمركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أن الخدمات الأمنية المشتركة من الشرطة والقوات المسلحة والمعينة لتأمين مقر ديوان وزارة الداخلية تمكنت امس من ضبط 20 شخصًا يرتدي بعضهم أقنعة سوداء اللون ويطلقون أعيرة نارية على قوات أمنية مشتركة والمتظاهرين في آن واحد. وحسب المسؤول قامت المجموعة بالصعود لسطح مدرسة وإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية على القوات والمتظاهرين في آن واحد. وبمواجهة المتهمين اعترفوا بالاشتراك في اطلاق الأعيرة والحجارة على القوات المشتركة من الشرطة والقوات المسلحة والمتظاهرين المتواجدين بشارعي محمد محمود وشارع منصور وارتداء بعضهم الاقنعة السوداء بغرض اشعال الفتنة وزيادة الموقف إشعالا بين قوات الشرطة والمتظاهرين.