الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
أكثر من 122 مليون قاصدٍ للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446
أسعار النفط تتراجع وتتجه نحو أول خسارة فصلية منذ فصلين
الذهب يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بدعم من الطلب المتزايد والمخاوف الاقتصادية
نمو الناتج الصناعي لليابان بنسبة 2,5 % خلال الشهر الماضي
وسائل إعلام: ترامب يعتزم زيارة السعودية في منتصف مايو
ترامب: لا أمزح بشأن سعيي لفترة رئاسية ثالثة
أمطار رعدية مصحوبة بزخات من البرد على معظم مناطق المملكة
ما أصل "العيديّة"، وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟
أمير منطقة تبوك يستقبل المهنئين بعيد الفطر المبارك
المعالم الأثرية بالأحساء تجذب الأهالي والمقيمين في عيد الفطر
بطابع الموروث والتقاليد.. أهالي حائل يحتفون بالعيد
فعالية تراثية في نجران احتفاء بعيد الفطر
فعاليات عيد الطائف تجذب 200 ألف زائر
المملكة ترحب بتشكيل الحكومة السورية
قائد الجيش السوداني: لا سلام مع «الدعم السريع» إلا بإلقاء السلاح
خالد بن سلمان يستقبل قادة وزارة الدفاع وكبار مسؤوليها
إطلالة على اليوم العالمي للمسرح
فيصل بن مشعل يرعى حفل أهالي القصيم بعيد الفطر المبارك
ولي العهد يؤدي صلاة العيد في المسجد الحرام.. ويبحث المستجدات مع سلام
خادم الحرمين: أدام الله على بلادنا أمنها واستقرارها وازدهارها
«سلمان للإغاثة» يوزّع 644 سلة غذائية في محلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر في السودان
انقطاع الكهرباء عن مئات الألوف في شرق كندا بسبب عاصفة جليدية
رابطة الأندية المصرية تلغي عقوبة خصم 3 نقاط من الأهلي بعد انسحابه أمام الزمالك
إنجاز إيماني فريد
الأمانة والدواء البديل.. رأي أم مخالفة؟!
«الإذاعة والتلفزيون» تميزت في محتوى رمضان
جولة مسرحية لتعزيز الحراك الثقافي بالمملكة
ولي العهد يؤدي صلاة العيد في المسجد الحرام ويستقبل المهنئين
«سلمان للإغاثة» يوزّع 869 سلة غذائية في البقاع الأوسط وطرابلس
بنهاية شهر رمضان.. تبرعات إحسان تتجاوز 1.8 مليار ريال
نتج عنه وفاتها.. الأمن العام يباشر حادثة اعتداء مقيم على زوجته في مكة
سر تأخر إعلان الهلال عن تمديد عقد البليهي
عيد الدرب.. مبادرات للفرح وورود وزيارات للمرضىع
بين الجبال الشامخة.. أبطال الحد الجنوبي يعايدون المملكة
جوارديولا غاضب بسبب موسم مانشستر سيتي
أمير منطقة جازان ونائبه يستقبلان المهنئين بعيد الفطر
أمير منطقة جازان يعايد العامري والشيخ معافا
ولي العهد وسلام في صلاة العيد.. لقطة تعكس ثقة السعودية في القيادة اللبنانية
أكثر من 49 ألف مستفيد من الخدمات الطبية بجوار المسجد النبوي خلال شهر رمضان
خادم الحرمين: أهنئكم بعيد الفطر بعد صيام شهر رمضان وقيامه
توقعات بهطول أمطار غزيرة على 7 مناطق
كاميرات المراقبة تفضح اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية
ثنائية مبابي تهدي ريال مدريد الفوز على ليجانيس
ارتفاع حصيلة قتلى زلزال ميانمار إلى أكثر من 1000
العيد انطلاقة لا ختام
896.551 شحنة بريدية تم تسليمها يوميا برمضان
1320 حالة ضبط بالمنافذ الجمركية
أمير القصيم يشكر خادم الحرمين على تسمية مستشفى شمال بريدة مستشفى الملك سلمان
بلدية وادي الدواسر تُكمل استعداداتها لعيد الفطر بتجهيز الميادين والحدائق
ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس دولة الإمارات
ولي العهد يوجه بتوفير أراض مخططة ومطورة للمواطنين في الرياض
خلال أسبوع.. ضبط 25 ألف مخالف للأنظمة
وزارة الداخلية.. منظومة متكاملة لخدمة وسلامة وأمن ضيوف الرحمن
تجمع الرياض الصحي الأول يحقق أرقاماً قياسية في ختام حملة "صم بصحة"
أبشر بالفطور تختتم أعمالها بتغطية محافظات الشرقية و توزيع ٥٠ الف وجبة
تجمع الرياض الصحي الأول يُطلق حملة «عيدك يزهو بصحتك» بمناسبة عيد الفطر المبارك 1446ه
أكثر من 70 ألف مستفيد من برامج جمعية الدعوة بأجياد في رمضان
حليب الإبل إرث الأجداد وخيار الصائمين
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
طائرُ الشِّعر !
عبد الله بن أحمد الفيفي
نشر في
المدينة
يوم 23 - 11 - 2011
يا طائرَ الشِّعرِ، قُلْ لِيْ: كيفَ أَرْثِيْهِ؟
هذا الذي طَيْرُ شِعْرِيْ مِنْ مَعانِيْهِ!
مُحَلِّقًا في سَماءِ الحَرْفِ مُنْطَلِقًا
في ما وَرَاءَ اندهاشاتيْ وتَشْبِيْهِيْ
أَرَى الكَلامَ كَلِيْلاً في مَدَى شَفَتِيْ
مِنْ أَوَّلِ البَثِّ حتَّى شُقْرَةِ التِّيْهِ
أُعِيْذُ فِيْكَ بَيَانِيْ مِنْ تَلَعْثُمِهِ
وقَدْ يَهلُّ بَيانٌ في تَأبِّيْهِ!
***
يا طائرَ الشِّعرِ، لِيْ بَيْتٌ بِرَابِيَةٍ
آلَيْتُ فَوْقَ رِيَاحِ الرُّوْحِ أَبْنِيْهِ
يُعِيْدُ لِيْ ناهدَ النَّاياتِ في دَمِهِ
تُعِيْدُ بيْ صَفْوَةَ السَّاعاتِ في فِيْهِ
بَيْتٌ هُوَ العُمْرُ والأَيَّامُ بَارِجَةٌ
تَرْسُوْ وتُبْحِرُ يَطْوِيْها وتَطْوِيْهِ
***
سَافَرْتُ في رِئَةِ الأحلامِ يَلْبَسُنِيْ
وَجْهٌ مِنَ المَاءِ يُظْمِيْنِيْ وأَسْقِيْهِ
يَحْكِيْ فَتَشْرَقُ بي الدُّنيا وتَمْلَؤُنِيْ
نَشْوَى الرَّحِيْلِ إلى أَشْهَى «حَكَاوِيْهِ»
يَقُصُّ دَهْشَتَهُ كالطِّفْلِ يَجْذِبُها
مِنَ الأساطيرِ أَفْلاكًا فَتَأْتِيْهِ
في عَيْنِهِ أَعْيُنُ الأقمارِ سامِرَةٌ
لا تَرْتَوِيْ مِنْ لَمَى ما ظَلَّ يَرْوِيْهِ
هُوَ الحِكَايَةُ والرَّاوِيْ ومَسْرَحُهُ
في المَهْدِ طِفْلُ خَيَالٍ إذْ يُرَبِّيْهِ
جِيْلٌ مِنَ الكَلِمَاتِ البِكْرِ مُشْعَلَةٌ
بما يَلِذُّ وما يُغْوِيْ وما يُوْهِيْ
صَحِبْتُها عُمُرًا بالعُمْرِ يَتْبَعُها
في كُلِّ مَوْجٍ مِنَ الأَطْوَادِ تَجْرِيْهِ
***
يا ناعِيَ الفِكْرِ والتَّاريخِ: «وا أَبَتِيْ»
ماذا تَرَكْتَ على الدُّنيا لنَاعِيْهِ؟!
إنَّ الذي نَعَتِ الأَنْبَاءُ ليس أَبِيْ
بل أُمَّتِيْ أُمَّةُ الآباءِ تَبْكِيْهِ
يَبْكِيْهِ مُصْحَفُهُ والمَسْجِدُ الْ عَبَقَتْ
في مَشْرِقَيْهِ ابْتِهَالاتٌ لِبَارِيْهِ
يَبْكِيْهِ «مَعْشَمُ» (2) والعُشْبُ الذي رَشَفَتْ
ماءَ السَّمَاءِ تَسَابِيْحًا أَسَامِيْهِ
يَبْكِيْهِ نَجْمُ الثَّرَى والأُفْقِ، كَمْ عَشِقَا
فِيْهِ السَّحَابَ الذي بالحُبِّ يُجْرِيْهِ!
يَبْكِيْهِ جُرْحٌ على الأَيَّامِ مُنْدَمِلٌ
كَفُّ «المُجَنِّيْ» (3) بِكَفِّ اللهِ تَشْفِيْهِ!
***
يا طائرَ الشِّعْرِ، قُلْ لِيْ أينَ صَوْتُكَ في
هذا المَسَاءِ مَسَاءِ الصَّمْتِ تَسْرِيْهِ؟
ما الشِّعْرُ والمَوْتُ إلاَّ بَارِقٌ لَمَعَتْ
مِنْهُ حَيَاةٌ بِمَوْتٍ في تَرَاقِيْهِ
وأنتَ يا قَلْبُ تَمْشِيْ فِيْهِما لَهُما
مَشْيَ الكَسِيْرِ إلى بَوَّابَةِ التِّيْهِ
كَمْ مِنْ هِلالٍ وقَدْ أَمَّلْتَهُ قَمَرًا
حَطَّ الغُرابُ على أُوْلَى قَوافِيْهِ!
وكَمْ كَرِهْتَ مِنَ الدُّنيا دَناءتَها
فَشاقَكَ النَّجْمُ تَيَّاهًا على التِّيْهِ!
هِيَ الحياةُ؛ فلا مُسْتَقْبَلٌ بِغَدٍ
إلاَّ سَيُدْبِرُ عَنّا مِنْ مآتِيْهِ
والرُّوْحُ تَبْقَى وتَرْقَى والبِلَى قَدَرٌ
فلا تُبَالِ بِجِسْمٍ لستَ تُبْقِيْهِ
كُلُّ الأُلَى رَحَلُوا لم يَرْحَلُوا أبَدًا
ما عاشَ بَرْقُهُمُ في الرُّوْحِ يُشْجِيْهِ
***
ما الحُزْنُ أنَّتُكَ الأُولَى ولاعِجُها
الحُزْنُ ما آلَ كَهْفَ اللَّيْلِ تَأْوِيْهِ
يُصْلِيْ فُؤادَكَ مِنْ وارِيْ مَواجِعِهِ
ما رَفَّ طَيْفٌ بذِكْرَى في لَيالِيْهِ
يا مَنْ رَحَلْتَ، مَتَى اللُّقْيَا؟ وأينَ لنا
حتَّى القِيامَةِ مِنْ صَبْرٍ فَنَشْرِيْهِ؟!
إنِّيْ عَرَفْتُ حَياتيْ فِيْكَ، مِنْكَ، فَهَلْ
لِيْ في الحَياةِ انْتِماءٌ لَسْتَ لِيْ فِيْهِ؟!
***
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أنْ قَدْ تَنْطَفِيْ أَبَدًا
شَمْسٌ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ في القَلْبِ تُحْيِيْهِ؟!
مَنْ ذا يُصَدِّقُ أنْ قَدْ يَرْتَمِيْ شُهُبًا
تاريخُنا وكَأَنْ لا شَيْءَ نَعْنِيْهِ؟!
مَنْ ذا يُصَدِّقُ إِسْدالَ السِّتارِ كَذا
والعَرْضُ ما زال يُغْرِيْنا بِتالِيْهِ؟!
ما أَقْرَبَ المَوْتَ! لَوْ كُنَّا نَراهُ، لَما
كُنَّا، ولكنَّ وَجْهَ اللهِ يُنْئِيْهِ!
***
ما يَمْلِكُ الشِّعْرُ أَنْ يُرْوِيْ غَياهِبَنا
بِالنُّوْرِ لولا لُباناتٌ بِشادِيْهِ
هَلْ يَمْلِكُ الشِّعْرُ تَرْتِيْقَ الوُجُوْدِ إذا
ما انهارَ فِيْنا وأَعْيَتْنا مَراقِيْهِ؟!
بَلْ يَمْلِكُ الشِّعْرُ، باسْمِ الشِّعْرِ، أَوْبَتَنا
في الخالِدِيْنَ ويُحْيِيْنا تَجَلِّيْهِ!
***
الشِّعْرُ شُرْفَتُنا الزَّرْقاءُ تَعْزِفُنا
حُوْرِيَّةٌ شَرِبَتْ أَشْهَى أَغانِيْهِ
فيُزْهِرُ الصَّخْرُ فِيْنا مِنْ مَعادِنِهِ
ويَلْثَغُ الطِّفْلُ فِيْنا مِنْ دَوالِيْهِ
ونَسْتَرِدُّ بِهِ وَجْهَ الغِيابِ إذا
ما الشِّعرُ عادَ فَقَدْ عُدْنا بِوادِيْهِ
في البَدْءِ كانَ، وفي خَتْمِ الخِتامِ، وفي
شُرْيانِ ما يَنْتَقِيْ مِنَّا فيُبْقِيْهِ
***
الشِّعرُ نحنُ، بِما نَعْنِيْ، وما رَسَمَتْ
فِيْنا الحَضارَةُ، يَبْنِيْنا فَنَبْنِيْهِ
وسَيِّدُ الأُمَمِ الشِّعْرُ الصَّبَاحُ، إذا
ما ماتَ، ماتَتْ وماتَتْ شَمْسُها فِيْهِ!
ما الشِّعْرُ غَيْرُ أَبِيْ، أَبْكِيْهِ مُنْطَفِئًا
في سَيْفِ قاتِلِهِ، والضَّادُ تَبْكِيْهِ؟!
ورُبَّما كَشَفَ المَعْنَى غُلالَةَ ما
في البُعْدِ مِنْ مَأْتَمٍ للشِّعْرِ نُخْفِيْهِ
***
الشِّعْرُ، يا أَبَتِ، ما عادَ خَيْمَتَنا
ولا البُرَاقَ الذي لِلْغَيْبِ نَرْمِيْهِ
بِيْ نَوْءُ ما حَمَلَتْ في الحَيِّ مُرْضِعَةٌ
ما أَنْجَبَتْ في الوَرَى طِفْلاً نُرَجِّيْهِ!
عَمْياءُ مُوْمِسَةٌ باعَتْ أَسَاوِرَها
والسُّوْقُ لُعْبَتُها لا شَيْءَ تُغْلِيْهِ
وَقَفْتُ في ثَدْيِها العاتِيْ بِمَوْجَتِهِ
أَسْتَقْرِئُ الفَجْرَ مِنْ أَغْوَى دَياجِيْهِ
قالتْ: «فَتايَ هُنا؟».. وافْتَرَّ عارِضُها
واجتاشَ بِيْ صَدْرُها واهتاجَ ساجِيْهِ
جِنِّيَّةٌ ثَمِلَتْ لا شَدْوَ في دَمِها
والشِّعْرُ مِنْ فَمِها يَدْنُوْ فَتُقْصِيْهِ!
***
كأنَّ في يَدِها جَيْشًا برايَتِهِ
حَبِيُّهُ في المَدَى كاللَّيْلِ يُطْفِيْهِ
سَهِرْتُ أَرْقُبُ إذْ تَصْحُوْ بغَيْمَتِهِ
رِيْمٌ غَفَتْ وحَمَامٌ في مَحانِيْهِ
رَمَى الجَزِيْرَةَ حَتَّى لم يَدَعْ شَرَفًا،
رِيْحًا ورَعْدًا وبَرْقًا حاقِدَ الفِيْهِ
حَتَّى إِذا لَم يَدَعْ لِيْ وَبْلُهُ أَمَلاً
في مُسْتَكَنٍّ وراحَ اللَّيْلُ يَمْرِيْهِ
واسْتَبْشَرَتْ بِهِ في الصَّحْرَاءِ أَكْبُدُها
والبَدْرُ في البِيْدِ والأَعْرَابُ تَشْوِيْهِ
أَسْرَى نَجِيْعًا عَلَيْنَا حافِشًا ضَرِمًا
ما كَفَّ حَتَّى تَغَشَّى الأرضَ والِيْهِ
مِنْهُ تَخَثَّرَ فِيْ خُضْرِ العُرُوْقِ دَمٌ
وأَمْحَلَتْ أَعْيُنٌ نُجْلٌ تُناجِيْهِ!
فلا سَقَى اللهُ وَسْمًا ولْيُهُ لَعِبَتْ
في مَنْكِبِ الوَقْتِ بالقَتْلَى غَوَادِيْهِ!
***
يا أُمَّةَ الشِّعْرِ، ثُوْرِيْ نَخْلةً خُصِيَتْ
للشِّعْرِ فِيْكِ بِتَغْرِيْبٍ كتَأْلِيْهِ
قالُوا: «الحَداثةُ»، إذْ قاءَتْ حَناجِرُهُمْ
مِلْءَ الصَّحائفِ مِنْ يافُوْخِ مَعْتُوْهِ
والغايَةُ.. الغايَةُ القُصْوَى حِصارُ فَمٍ
مِنْ أنْ يُغَنِّيْ غَدًا ما قَدْ يُعَنِّيْهِ
كَيْ يَبْكَمَ الشَّعْبُ، يَمْشِيْ القَهْقَرَى قُدُمًا!
ما جَدَّ فِيْهِ سِوَى ما الرَّبُّ يَبْغِيْهِ
للرَّبِّ أَرْبابُهُ، حُمْرًا جَلاوِزَةً،
مِنْها الطَّرِيْفُ ومِنْها تالِدُ الشُّوْهِ!
كَيْ يَبْصُمَ المُمْتَطَى فِيْنَا بِجَبْهَتِهِ
كَيْ يَرْتَعَ الذِّئْبُ والرَّاعِيْ يُغَنِّيْهِ!
***
الشِّعْرُ كارِثَةٌ كَوْنِيَّةٌ رُصِدَتْ
مِنْ أَلْفِ كَوْنٍ بِتَدْجِيْنٍ وتَتْفِيْهِ
يِغْتالُهُ لُقَطاءُ الأَوْصِيَاءِ لَقَدْ
خاضُوا دِماهُ مِنَ الشَّحَّاذِ «لِلْبِيْهِ»
في خطَّةٍ رُسِمَتْ عِبْرِيَّةً عَبَرَتْ
رَمْلَ المَوَامِيْ إليهِ في مَوَامِيْهِ
كَيْ يَسْحَلُوا شَهْقَةَ التَّعْبِيْرِ في دَمِهِ
لَمّا اسْتَحالَ عَلَيْهِمْ ما يُوارِيْهِ
***
لَمَّا غَزَوْهُ وجاسُوا في مَناكِبِهِ
واسْتَمْرَؤُوا رَقْدَةَ الإبْداعِ تُخْزِيْهِ
عاثَتْ بِقَلْعَتِهِ العُظْمَى ثَعالِبُهُمْ
مِنْ كُلِّ أَلْخَنَ أو لَخْنَاءَ تَفْرِيْهِ
حَاكُوا بَسُوْسِيَّةً جَسَّاسُ ناقَتُها
في كُلِّ عاصِمَةٍ شُبَّتْ تُطَفِّيْهِ
هَدُّوا مَعاقِلَهُ الشَّمَّاءَ وانْتَثَرُوا
تَزْقُوا دَواجِنُهُمْ طَوْرًا وتَعْوِيْهِ
هاجُوا بِأَنَّ نِثَارًا بَرْقَشُوْهُ غَدَا
شِعْرًا أَمِيْرًا؛ فلا فُضَّتْ مَثانِيْهِ!
وكَيْفَ يَبْنِيْ الذي قَدْ بَاضَ في فَمِهِ
فاسْتَنْشَقُوا نَقْعَهُ واسْتَنْثَرُوا وَحَلاً
لم يُبْدِعُوا قَطُّ مِنْ بَيْتٍ فَنَرْوِيْهِ
وكَيْفَ يَبْنِي الذي قَدْ بَاضَ في فَمِهِ
بُوْمُ الخَرابِ؟ ألا ثُلَّتْ مَبانِيْهِ!
***
يا أُمَّةَ الشِّعْرِ، عُوْدِيْ حُرَّةً خَرَجَتْ
مِنْ جِلْدِها إذْ طَغَتْ فِيْهِ أَفاعِيْهِ
الشِّعْرُ خارِطَةُ الإنسانِ لَوْ صَدَقَتْ
أَهْمَى على كَتِفِ الجَوْزاءِ صافِيْهِ
ها نحنُ سِرْنا الثَّمانِيْنَ العِجافَ فلا
كالغَرْبِ صِرْنا ولا كالعُرْبِ نَبْنِيْهِ
مُسْتَوْرِدِيْنَ وُجُوْهًا غَيْرَ أَوْجُهِنا
مُسْتَنْزِلِيْنَ سَمَاءً لا تُواتِيْهِ!
تُدَخِّنُ النَّوَوِيَّ المُنْتَضَى، وبِأعْ
قابِ السَّجائِرِ تَرْمِيْنا وتَرْمِيْهِ!
***
وفَجْأَةً.. رَقْمُ جَوَّالٍ أَضَاءَ: «أَبِيْ»؟
وَكِدْتُ أَطْلُبَ قَلْبًا كانَ لِيْ فِيْهِ!
واسْتَيْقَظَ الشِّعْرُ والذِّكْرَى بِقافِيَتِيْ
وَرُحْتُ أَسْأَلُ عَنْ حالِيْ وَأَلْحِيْهِ
يا قَلْبُ، وَيْحَكَ! هَلْ حَقًّا يُجاوِبُنِيْ
صَوْتٌ كَبَيْتٍ سَرَى للغَيْبِ سارِيْهِ؟
الرَّقْمُ نَبْضُكَ ما زالَ الخَفُوْقَ بِنا
يَبْلَى الجَدِيْدانِ، نَمْحُوْنَا ونُمْلِيْهِ
فأنتَ أنتَ أنا والرُّوْحُ وافِيَةٌ
ولْيَغْدِرِ التُّرْبُ مَنْ بِالتِّبْرِ يَفْدِيْهِ!
***
يا طائِرَ الشِّعْرِ، وافِ الخُلْدَ: قَصْرَ أَبِيْ
واقْرأْ سَلامًا قُلُوْبُ النَّاسِ تُقْرِيْهِ
وقُلْ لَهُ: (أَحْمَدَ العَلْياءِ)، يا رَجُلاً
عاشَ الأَبِيَّ جَوادًا في تَأَبِّيْهِ
طِبْ حَيْثُ أنتَ، لَقَدْ نِلْتَ الذي غَرَسَتْ
كَفَّاكَ مِنْ فَرَحٍ، طِبْ في مَغَانِيْهِ!
-------
(1) قصيدةٌ أُلقيت في الأمسية الشعرية المقامة ضمن المهرجان الشعري العربيّ الأوّل الذي نظّمه نادي
الباحة
الأدبي، مساء الأحد 20 شوّال 1432ه الموافق 18 سبتمبر 2011م.
(2) مَعْشَم: اسم بيتنا في فَيْفاء. ولعل أصل الاسم: الأَعْشَم. ولكلّ منزلٍ هناك اسمٌ خاصٌّ، متوارثٌ قديمٌ، قد لا يُعرف معناه.
(3) كان يلقّب أحيانًا ب»المجَنِّيْ»، لاشتغاله مُقَدِّرَ شجاج، تابع للمحكمة.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الإطلال / شعر : إبراهيم ناجي
سرائرُ الحرير!
(عشق بدوي) غصن أخضر من شجرة عمرها 1500 عام
مقاربات بين الشعبي والفصيح
رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين !!
معجزات الهجرة النبوية (1-2)
أبلغ عن إشهار غير لائق