تحقق أجهزة الاستخبارات الامريكية في احتمال قيام إيران قبل أعوام عدة بتزويد النظام السابق للعقيد الليبي معمر القذافي قذائف كيميائية، حسبما قالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وليبيين رفضوا كشف هوياتهم إن هذه القذائف التي ملأها الجيش الليبي بغاز الخردل عثر عليها خلال الأسابيع الأخيرة في موقعين بوسط ليبيا. وصرح مسؤول أمريكي كبير للصحيفة «نحن شبه واثقين» بأنه تم انتاج هذه القذائف في إيران، فيما تأتي هذه الاتهامات على خلفية توتر بين واشنطن وطهران سببه طبيعة البرنامج النووي الإيراني. على صعيد آخر، عكس قرار معتقلي سيف الإسلام القذافي بنقله إلى مكان سري في بلدة الزنتان الجبلية الليبية بدلا من العاصمة طرابلس مشكلة أوسع بين ميليشيا محلية قوية والحكومة المركزية الضعيفة. وكان أسامة الجوالي رئيس المجلس العسكري في الزنتان قال أمس الأول إن سيف الإسلام سيبقى في البلدة لأنها مكان آمن بالنسبة له وأنه لن يغادر البلدة في المستقبل القريب، مضيفا أنه يعتقد أن سيف الإسلام يجب أن يحاكم في الزنتان أيضا. وكان مقاتلو الزنتان هم من القوا القبض على نجل القذافي ووريثه ونقله طيار من الزنتان جوا إلى البلدة التي تقع بالجبل الغربي أو جبل نفوسة على بعد ساعتين من العاصمة. وبعد تعرض القذافي الأب للضرب بشكل وحشي ومقتله في النهاية في مسقط رأسه في سرت واجه الثوار الليبيون موجة من الاستهجان الدولي. ولا تريد الزنتان التي تنظر لها بقية الميليشيات في ليبيا على أنها ليست محل ثقة تكرار نفس الخطأ ويبدو أنها تريد الاحتفاظ بصيدها الثمين. ويقول القادة في الزنتان ومحتجزي سيف الإسلام إن السبب وراء الاحتفاظ به في البلدة لا تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي في العاصمة هو حمايته من المصير الدامي الذي لحق بأبيه. وقال فريد أبو علي المقاتل في الزنتان الذي أرسلته طرابلس لنقل سيف الإسلام من حيث ألقي القبض عليه في الصحراء بجنوب ليبيا صباح السبت إلى الزنتان «اضطررنا إلى نقل سيف إلى الزنتان جوا لأنه المكان الوحيد الذي نضمن فيه سلامته.» وأضاف «إذا نقل إلى طرابلس أو أي مكان آخر فهناك خوف من أن يقتله المقاتلون الغاضبون الذين يريدون الانتقام». ومن المتوقع أن يزور لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق سيف الإسلام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ليبيا الأسبوع المقبل.