مع اقتراب موسم هطول الامطار وتصاعد تحذيرات المراصد الجوية وتنبؤ الخبراء ببدء هطول الأمطار نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل بأمر الله، تزداد وتيرة العمل في المشاريع العاجلة لدرء مخاطر السيول في محافظة جدة التي تحولت إلى ورشة عمل متكاملة في مختلف المواقع، إلا أن العمل في مجرى القناة الجنوبية لا يزال متأخرا عن باقي المشاريع التي يعتبر أغلبها في طور الانتهاء. ويبدأ المجرى الجنوبي من منطقة قويزة غرب الطريق السريع ويقطع طريق الحرمين من خلال عبارة صندوقية تمر من حرم جامعة الملك عبدالعزيز وصولًا إلى حي الروابي، وتتقاطع مع طريق مكةالمكرمة القديم في منطقة الكيلو 7 لتستمر بعدها بمحاذاة شارع الاستاد الرياضي ثم تخترق المنطقة الصناعية الجنوبية، وصولًا إلى قاعدة الملك فيصل البحرية بالكورنيش الجنوبي وتنتهي إلى البحر الأحمر. واللافت هنا أن هذا المجرى أصبح في الوقت الحالي عبارة عن بحيرة تكثر بها الطحالب والأسماك!!.. نعم الأسماك وقد رصدت عدسة «المدينة» يوم أمس أحد الوافدين يصطاد الأسماك من المجرى غير آبه بما فيه من تلوث. وحذر عدد من سكان حي الروابي من مخاطر هذا المجرى والتي مازالت تؤرقهم خاصة بعد انتشار النفايات والردميات داخله وتكاثر أسراب الحشرات التي تهدد صحة المجاورين له، وكذلك وجود عدد كبير من الحيوانات النافقة فيه باعثة لروائح كريهة تسبب ضيق التنفس واحتقان الجهاز التنفسي للإنسان. مكب للنفايات والمخلفات ماجد خميس أحد سكان الروابي المجاورين للقناة الجنوبية قال: منذ أكثر من 10 سنوات وأنا أراقب تدهور هذا المجرى وتحوله إلى مكب للنفايات والمخلفات التي يلقيها عمال يعمل معظمهم في الموبيليا والنجارة وطلاء المنازل، حيث يقومون بإلقاء مخلفات أعمالهم في المجرى، يحدث ذلك تحت أنظار سكان الحي خاصة أن أغلبهم من العمالة التي تقطن هذه المنطقة، ولو كانت هناك رقابة وتشديد أمني على الموقع ما حدث ما نراه الآن، حيث أصبح المجرى مسدودا بالعوالق والمخلفات، ولا ينفذ منه إلى البحر سوى ربع كميات المياه التي فيه والباقي يعلق في مكانه. «الامانة»: لا داعي للقلق وبنقل شكوى المواطنين إلى مدير إدارة المياه ومشاريع السيول والأمطار بأمانة محافظة جدة المهندس محمد قطان أوضح أن المشاريع في القناة الجنوبية أو ما يعرف بالمجرى الجنوبي في طور الانتهاء خلال مدة أقصاها أسبوعين من الآن، والقناة الجنوبية عبارة عن قناة رئيسة بطول 18 كم وقد أنشئت لتصريف مياه الأمطار من وادي قويزة (عشير) ووادي قوس وصولًا بها إلى البحر بإذن الله. وأضاف: العمل قائم بها على قدم وساق وعلى مدار الساعة، وحتى أيام العيد وأثناء الوقوف بعرفة كنا متواجدين بالموقع يدًا بيد نحن وجميع العاملين بالمشروع مستشعرين عظم المسؤولية وهي مسألة مصيرية لنا في مدينة جدة، ولم ولن نتوقف عن العمل إلا في أوقات الصلوات فقط، وأعمال الترميم بدأت بالمجرى من حي الروابي ومنها إلى حي الوزيرية وصولًا إلى إشارة كيلو 7، وهناك أعمال قائمة في باقي القناة حتى القاعدة البحرية، والكل هنا حريص على إنجاز الترميم والصيانة وإزالة العوالق في أسرع وقت وقبل دخول موسم الأمطار. وزاد: حتى لو حدث أن هطلت أمطار خلال الأيام المقبلة، ونحن مازلنا في أعمال الترميم، ولا داعي للقلق لأننا وضعنا الخطط والمعدات التي تساعدنا على إنجاز العمل حتى في أوقات المطر الذي سيكون دافعا لنا للإسراع لا محبطا أو داعيا للتوقف. خبير بيئي: أسماك المجرى ملوثة وذات سمية عالية قال أستاذ علم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز والناشط البيئي المعروف الدكتور علي عشقي أنه يتمنى أن توضع حلول جذرية لهذه المجاري والقنوات وليست حلولا مؤقتة. وقال: هذه القنوات وضعها مزري للغاية وهي حاضن مناسب للبكتيريا والأوبئة الناتجة عن تجمع المياه الراكدة ووجود طحالب خضراء اللون بها، وقد اشتكى السكان أكثر من مرة من الحال المأساوي لهذا الموقع ولكن للأسف لم تتحرك الجهة المعنية بما يكفي لتجاوزه. وردًا على ما نقلناه إليه عن مشاهدتنا لوجود أسماك في المجرى، أجاب: ليس بالغريب وجود أسماك في المجرى، لأن وجود مياه راكدة وضحلة يمثل بيئة حاضنة لبعض الأسماك التي تأتي على شكل بيض يكون عالقا في أطراف الطيور المهاجرة من قارة لأخرى ومن موقع لآخر، فليس بالغريب وجودها وتكاثرها في بيئة خصبة توفرها المياه الراكدة والفطريات التي تغذيها وكذلك مياه الصرف التي تعتبر رافدا رئيسا لوجود هذا النوع من الأسماك، ويجب توعية السكان بعدم الاقتراب من هذا المجرى وعدم الاستنفاع بأسماكه لأنها ملوثة وذات سمية عالية على البشر.