استجمعت حديقة «أميرة» النسائية بجدة أعدادًا هائلة من الجداويات التي وصفنها بالمتنفس الجميل لما يحمله من خصوصية بالغة، وقلن إن الحديقة تحولت بفعل الأعداد الهائلة إلى ملتقى تعارفي وثقافي، حيث يتبادلن كل قضايا الأسرة في جلسات المدينة. لقاء وهوايات إيمان حسن (24 عامًا) تقول بفارغ الصبر: انتظر إجازة نهاية الأسبوع لألتقي برفيقاتي في حي القريات (جنوبجدة) في حديقة (أميرة) لنتداول قضايانا الأسرية في أجواء نسائية خالصة كما انني اصطحب معي ابني سليمان (4 سنوات) ليمارس هوايته باللعب في المراجيح واللهو مع أقرانه الذين تعرف عليهم من خلال تلك الحديقة الفريدة. متنفس وحيد أم مشعل إحدى الزائرات للحديقة وتسكن بشارع الميناء قالت: هذا هو المتنفس الآمن والوحيد لنا في جدة، حيث أحرص كل خميس وجمعة على اصطحاب بناتي والذهاب إلى الحديقة والالتقاء بصديقاتي لتغيير الأجواء، فهذه فرصة لتنمية العلاقات الاجتماعية مع جيراني، كما تعرفت على بعض الصديقات من خلال ترددنا على الحديقة» مضيفة أن «جمال هذه الحديقة يكمن في مساحتها الشاسعة وأجوائها النسائية البحتة والتي تزينها ضحكات الأطفال وهم يلهون ببراءة داخل أسوارها». وبحسب بيان البدري التي تسكن في أحد أحياء الشمال: «أصبحت هذه الحديقة على لسان معظم سيدات جدة لما يجدنه فيها من خصوصية وراحة، إضافة إلى نظافتها وتنظيمها، وهذا ما نعاني منه في معظم الحدائق الأخرى». وتشاركها الرأي أم علي التي شجعت جارتها العجوز للذهاب إلى الحديقة للتنفيس عنها والاستئناس بالحديث معها. معاقة تتحسن أما أم عفيفة عاشور فتقول: «كانت ابنتي تعاني من ضعف في النطق ونصحني المعهد الذي تدرس فيه بضرورة دمجها مع الأطفال، وبالفعل ذهبت بابنتي إلى هذه الحديقة وخلال 6 أشهر تقريبا من خلال مشاركتها في برنامج مكتبتي وذلك بالاستماع والتفاعل مع الأطفال من خلال القراءة والحوار مع زملائهم تحسنت حالتها كثيرا بشهادة من معلميها في معهد للسمع والنطق». مديرة البرامج والتنمية بجمعية أصدقاء حدائق جدة ميان الزواوي: «تبلغ مساحة الحديقة أكثر من 30000 ألف متر مربع وتحتوي على مضمار للمشي يبلغ طوله نصف كيلو ومسرح مفتوح، إضافة إلى خيمة للمناسبات وملاعب للأطفال». ونوهت إلى أن هذه الحديقة «تتبع جمعية أصدقاء حدائق جدة والتي كونت شراكة استراتيجية مع أمانة جدة محورها توفير الأراضي لبناء الحدائق، أما دعمها فيكون من قبل مجموعة من التجار هم: آل زاهد وآل زينل وآل عبد الجواد وقد سميت بذلك تخليدا لوالدة الشيخ يوسف محمود زاهد وهي الجدة الكبيرة لعائلة الزاهد رحمهم الله تعالى جميعا». وقالت: هناك مكتبة متنقلة وفرتها جمعية «مكتبتي» تحتوي على أكثر من 400 كتاب ويقوم بعض الأطفال المتطوعون بقراءة القصص على زملائهم ومن ثم التحاور حولها كما اننا أقمنا أيضا حملات صحية أسبوعية تهتم بالحمل والوقاية من الأمراض لعموم السيدات وأخرى للأطفال وأجرينا كشفا مجانيا لأسنان المئات منهم وتعليمهم الطريقة الصحيحة لاستخدام الفرشاة» منوهة إلى «سعي الجمعية عند إقامة الحدائق على دمج أفراد المجتمع بعضهم ببعض من خلال حملات صحية وعلمية وبيئية ودينية خاصة في مناطق جنوبجدة لندرة الحدائق المخصصة للأهالي هناك بعكس الشمال». 300 زائرة مشرفة الحديقة سميرة مزجاجي: قالت إن الحديقة تشهد إقبالا كبيرا من قبل معظم سيدات جدة ومن مختلف أحيائها، إذ يصل عدد الزوار في اليوم الواحد 300 زائرة وطفل، أما في الإجازات والمناسبات العامة فيتجاوز 2000 في اليوم الواحد وهذا يعكس الإقبال الشديد عليها كونها أول حديقة نسائية على مستوى محافظة جدة وأضافت: لقد تم توزيع استبيان على الأهالي عند تشييد الحديقة فوجدنا أن معظمهم أيدوا تخصيصها للنساء فقط، وهو ما تم حتى أضحت حديقة أميرة مركزا اجتماعيا لسيدات جدة حتى صارت تجمع شتات الصديقات بعد سنين عديدة من الفرقة وبيئة تعليمية تتذاكر الطالبات فيها دروسهن». مركز اجتماعي يذكر أن حديقة (أميرة الطرابلسي) أضحت مركزا اجتماعيا لسيدات جدة أجندة أولويات الأماكن الترفيهية لهن بعيدا عن زحام الأسواق والمعارض التجارية حيث تقصدها الجداويات نهاية كل أسبوع مع أطفالهن والتمتع بالألعاب المجانية واستماع القصص الهادفة.