مع بداية العام الهجري الجديد نزف التهاني والشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاح حج هذا العام، وخاصة رجال الأمن، ولا ننسى الدعاء لجنودنا البواسل على الجبهة الجنوبية في كل عام يتكرر المشهد وتزداد المسؤوليات ويتحسن الأداء، على كل شبر من ارض الأماكن المقدسة لضمان امن وسلامة الملايين الذين أتوا من كل فج عميق لأداء مناسك الحج والعمرة. والعالم بأسره يدرك ويراقب ويقدر ما تقوم به المملكة في كل عام. ونحن هنا على ارض الوطن تخفق قلوبنا مع كل صوت منادٍ «لبيك اللهم لبيك». والذين تشرفوا بالمشاركة في خدمة الحجيج فإنهم يعودون بالرضا والأجر الوفير بإذن الله سبحانه وتعالى. وعندما نتحدث عن امن الحج فان ذلك يشمل بجانب ما يقوم به رجال الأمن البواسل، الأمن الصحي، والأمن الغذائي، والأمن البيئي، حيث تعمل وزارتا التجارة والصحة لضمان الوفرة، والجودة، وهذه مكملة للجهد الأمني الذي تقوم به وزارة الداخلية والجهات الأخرى المعنية بهذا الشأن. إن خصوصية الحج، ودقة مواقيته، وتحديد مواقع التواجد في المواقع حسب نصوص لا خلاف عليها، ولا مجال لتغييرها،والكثافات البشرية، مع تعدد اللغات والجنسيات، وتفاوت الأعمار، هي من يحدد حجم المعجزة الأمنية التي تتحقق في كل عام على ارض الحرمين الطاهرة بقدرة الله وتوفيقه، وبجهود أبناء البلد المخلصين لأداء الواجب الوطني بدون تردد. ومن العوامل التي جعلت من حج هذا العام محل إعجاب وتقدير، ما أحاط بهِ من قضايا أخرى مثل «انفلوانزا الخنازير» والتخوف من أثارها على الحجاج بحكم ضيق المكان وكثافة الحجيج،وقد اجتازت وزارة الصحة ذلك الامتحان بجدارة. كما أن القوى البشرية العاملة في الحج تصل أعدادها إلى حدود ربع مليون بين عسكريين ومدنيين كلهم مجندون لخدمة ضيوف الرحمن من حين وصولهم إلى المملكة حتى مغادرتهم وفي اعتقادي انه لا توجد دولة في العالم تحظى بمثل هذه المهمة وتبذل بسخاء في سبيل تحقيق مقاصدها برضا وامتنان، مثلما تفعل المملكة العربية السعودية، في كل عام. لقد قطعت المملكة مشوارا طويلاً في سبيل تحسين آليات التعامل مع مواسم الحج مستفيدة من تجارب الأعوام السابقة. وسنرى ثمرات الخطط المطروحة لتطوير المرافق في منى، ومكة، والمدينةالمنورة، عندما يكتمل ما هو قيد التنفيذ من مراحل التطوير الحالية في الأعوام القادمة بإذن الله تعالى. لقد ودعنا عاماً مليئاً بالأحداث التي لازالت بعض أثارها تلاحقنا، برصيد موسم حج ناجح، وبدروس مستفادة، ستوظف من قبل المسؤولين لصالح مواسم الحج القادمة. والاحتفاء بالانجاز لا يعني ادعاء الكمال ولكنه موجه في الدرجة الأولى لتقدير جهود القائمين بالمهمات الذين أدوا واجبهم بصمت وتفانٍ، وهم بدون شك محل التقدير والاعتزاز من قبل المواطنين البعيدين عن مسرح العمليات بينما هم يؤدون الواجب نيابة عن الجميع. إن المسلمين في أنحاء العالم يقدرون ما تقوم به المملكة في سبيل خدمة الحرمين الشريفين، وحجاج بيت الله الحرام وزيارة المدينةالمنورة حيث يرقد سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم. لقد استمع الجميع لسمو الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي الشامل أثناء موسم الحج وهو يؤكد على أن الالتزام بقرار «لا حج بدون تصريح» في الأعوام القادمة سيخفف الضغط على أجهزة الدولة الأمنية، والصحية والإدارية، وستتلاشى ظاهرة الافتراش التي تعد من اكبر التحديات- لإحكام التنظيم - أثناء مواسم الحج، وهي تتطلب تعاون المواطنين، والمقيمين، الذين سبق لهم أداء الفريضة، من اجل فسح المجال لغيرهم ممن لم تتح لهم فرصة الحج من قبل. ومع بداية العام الهجري الجديد نزف التهاني والشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاح حج هذا العام، وخاصة رجال الأمن العيون الساهرة على راحة الجميع، ولا ننسى الدعاء لجنودنا البواسل على الجبهة الجنوبية -حماة الوطن- وفقهم الله وأيدهم بنصره... وكل عام وأنت ياوطني بخير .