ألقى ولى العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز طوق الورود على صدور رجال الأمن المخلصين الذين نفذوا خطط الحج لهذا العام بشكل مثالي، وكانوا أنموذجًا للتفاني والعطاء في أوضح صورة. واختزل سموه كلمات الثناء في تعبير»جامع مانع» مؤكدًا أن هؤلاء الفرسان كانوا عند حسن ظن المليك -حفظه الله- ساروا على خطى توجيهاته، واستشعروا عظمة التكليف وحجم المسؤولية التي ألقاها الوطن على عاتقهم. ولعل المستعرض لمعاني هذه التعابير التي جاءت على لسان ولي العهد يتأكد له معدن الفارس وهو يثمن عطاء الفرسان، ويقدم أصغر الجنود الى منصة التتويج إيمانًا منه بأن هؤلاء هم صنّاع النجاح. ليس هذا فقط، بل يقدم شهادته الأمينة والصادقة بين يدى خادم الحرمين مرجعًا نجاح حج العام إلى جنود رسموا بمداد الطموح والاجتهاد أعظم لوحة حب وعشق للوطن. كلمات ولي العهد وهو يحكي الحصاد الجميل لموسم حج شاق كسر فيه القادمون من الحجاج سقف الأرقام المتوقعة كانت كلمات واقعية بدأ فيها سموه بسرد المعطيات الصائبة والخطط المرسومة على الورق ومن ثم التنفيذ الأمثل والأداء النموذجي على أرض الميدان، وكانه يشرح للعالم كيف يولد النجاح من رحم الاجتهاد والعمل، وكيف يكبر المولود بفعل الحب والتفاني وحسن الأداء. موسم حج العام كان «تاريخيًّا» بمعنى الكلمة. موسم كان الحجاج فيه مثاليين إلى حد كبير، فلم نرَ ونسمع خروجًا عن سرب الهدوء والروحانية المتوقع. كما لعبت فيه كل القطاعات العاملة على اختلاف مسمياتها دورًا ناجحًا، وكانوا واجهة مشرفة لوطن القيم والمبادىء السمحة. تعاملوا مع الحجيج بمثالية وقدموا أصول الحفاوة والضيافة والرعاية كما ينبغي أن تُقدم. موسم حج العام منح المملكة شهادة جديدة ودوّن على صفحة التاريخ عنوانًا عريضًا مفاده أن الريادة ليست كلمات تُقال، وإنما مواقف يترجمها الواقع ويحكيها ميدان العمل بصوت عالٍ.. عنوانا يقرأه العالم كله بأن المملكة قلب الأمة العربية قادر على احتضان أضعاف هذه الأعداد في كل عام لا لشيء إلاّ لأنه يمتلك رجالاً بطموح وأمن يمسك بيد قبضة الحزم وبالأخرى أغصان الكرم والحفاوة.