نشرت الصحف البريطانية امس ما قالت انه تفاصيل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن محاولات ايران تطوير سلاح نووي. وأوردت الاندبندنت موضوعا مطولا عن تفاصيل التقرير التي تم تسريبها، مشيرة الى ان التسريب تزامن مع تسريبات عن قرار الحكومة الإسرائيلية شن ضربة جوية على البرنامج النووي الايراني. الا ان الصحيفة نقلت عن دبلوماسيين غربيين توقعهم بألا يؤدي التقرير بحد ذاته الى فرض عقوبات جديدة على طهران، ناهيك عن تبرير عمل عسكري ضد ايران. والتقرير عبارة عن ملخص تقارير مخابرات جمعتها الوكالة التابعة للامم المتحدة تشير الى ان ايران اصبحت اقرب ما يكون من امتلاك قنبلة نووية. ويقول التقرير انه بعد تعليق الجانب العسكري من البرنامج النووي الايراني منذ 2003 عادت ايران الى اتخاذ خطوات لتكوين رأس نووية وتركيبها على صواريخ. ويضيف التقرير ان صورا ومعلومات استخباراتية حصلت عليها الوكالة من دولتين اجنبيتين توضحان وجود غرفة تفجير نووي في قاعدة عسكرية في بارشين قرب طهران. وتقدم الوكالة تقريرا ربع سنوي لمجلس الامن الدولي حول ايران، الا ان الصحيفة تقول ان هذا التقرير يبدو استثنائيا في اتهام ايران بالسعي لتطوير سلاح نووي. وتنقل الاندبندنت عن محلل في حكومة غربية له علاقة بالتقرير قوله ان التقرير لا يحمل دليلا دامغا انما يقدم ادلة تراكمية على نيات ايران. وفي تحليل مصاحب للموضوع كتبته محررة صفحة الراي في الاندبندنت كاترين بتلر قائلة: ان تقرير الوكالة يشبه العرض الذي قدمه كولن باول في الاممالمتحدة عن اسلحة العراق الكيماوية التي لم تكن موجودة. وتشير الى تقرير النيويورك تايمز عن استناد تقرير الوكالة الى معلومات استخباراتية ضعيفة وغير دقيقة. وتقول الكاتبة ان الغرب يجب الا ينساق وراء التصعيد الاسرائيلي بهدف شن هجوم على ايران، مشيرة الى ان الهجوم لن يكون حاسما ومن شأنه تعزيز النظام المتشدد في طهران. وترى ان الحل الامثل هو في استمرار الضغوط على ايران عبر العقوبات والعزلة بما قد يدفع الى تغيير النظام على طريقة الربيع العربي. وتخلص الى انه لو كان التصعيد الاعلامي الاسرائيلي هدفه زيادة الضغوط فهذا امر جيد، اما الحرب فليست حلا. اما صحيفة الجارديان فتنشر ايضا موضوعا مطولا عن تفاصيل تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي سيوزع على الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي اليوم. وتقول الصحيفة ان التقرير الذي سيقدم ادلة جديدة حول سعي ايران لتطوير سلاح نووي سيزيد من التوتر في منطقة ساخنة اصلا. وتنقل نفي ايران لتلك التقارير واتهماها لها بانها «مزورة»، كما تشير الى ان هناك شكوكا حتى في واشنطن ولندن من ان التقرير سيكون كافيا لاقناع روسيا والصين بالتخلي عن موقف معارضة مزيد من العقوبات على ايران. والمعلومة التي يدور حولها القدر الاكبر من الادلة في التتقرير هي ان الايرانيين يدرسون نموذج تفجير يحاكي التفجير النووي وان اجهزة المخابرات رصدت غرفة من الصلب تستخدم للاختبار التفجيري. وتفصل الجارديان خطط اسرائيل لاحتمال شن هجوم على ايران بالقول ان الاسرائيليين اجروا مناورات في قاعدة تابعة لحلف الناتو في سردينيا الاسبوع الماضي. وتركزت مناورات سلاح الجو الاسرائيلي على القيام بهجوم طويل المدى. كما ان الولاياتالمتحدة امدت اسرائيل في وقت سابق من هذا العام بعدد 55 قنبلة تستخدم في اختراق الخنادق الخرسانية. وتقول الجارديان انه في حال شن اسرائيل هجوم جوي على ايران فانها ستستخدم المجال الجوي العراقي، مشيرة الى ان العراق ليس به بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.