أوردت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» أمس، أن بريطانيا تتجه لتأسيس وجود عسكري في الخليج، لمواجهة «التهديد» الإيراني، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استعداده لشنّ هجوم على طهران. ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي أن بريطانيا «تدرس خططاً للطوارئ إذا ازداد الوضع سوءاً مع إيران، ولذلك تنظر إلى حلفائها في الخليج وتستطلع وسائل يمكن أن تستخدمها بعد وضع خططنا العملانية». وأضاف: «لم يُتخذ أي قرار في هذا الشأن، ولكن منطقي أن يكون لدينا حليف استراتيجي في المنطقة». وكانت صحيفة «ذي إندبندنت» أوردت أخيراً أن بريطانيا تدرس نشر مقاتلات في الخليج، في إطار الردّ على تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز. أتى ذلك فيما اتهم نتانياهو طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، لتدمير الدولة العبرية، لكنه تعهد منعها من تحقيق ذلك. وسُئل نتانياهو خلال مقابلة مع برنامج «أوفدا» الذي تبثه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، «هل هو فعلاً مستعد للضغط على الزر» لشن هجوم على ايران، فأجاب: «أنا مستعد طبعاً، إذا لزم الأمر، للضغط على الزر». واستدرك: «آمل بألا يحصل ذلك. في النهاية المسؤولية تقع على رئيس الوزراء، وطالما أنا رئيس للوزراء لن تحصل ايران على سلاح نووي». وشدد نتانياهو على أن إسرائيل «ليست مستعجلة لدخول حرب»، مستدركاً: «إذا استطعنا أن نسوي هذه المسألة بواسطة الضغوط الدولية، فإن ذلك افضل، لكننا جادون، وهذا ليس استعراضاً. إذا لم يكن هناك من سبيل آخر، فإن إسرائيل مستعدة للتحرك». وكان البرنامج أفاد بأن نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك أمرا الجيش عام 2010 بالاستعداد لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، لكنهما تراجعا بعد رفض رئيس الأركان الجنرال غابي أشكنازي ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) مئير داغان. وفي السياق ذاته، نقل يوسي ميلمان، محلل الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية في موقع «واللا» الإلكتروني الإسرائيلي، عن مصادر سياسية وأمنية، أن نتانياهو وباراك حاولا أكثر من مرة عام 2010، نيل موافقة القادة السياسيين والأمنيين وتمرير قرارات «يمكن أن تُفسّر على أنها استعداد إسرائيلي لشن هجوم» ضد إيران، لدفع الأخيرة إلى شنّ هجوم وقائي على الدولة العبرية، قد يجرّ الولاياتالمتحدة أيضاً إلى النزاع. الوكالة الذرية في غضون ذلك، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن الوكالة وطهران «كثّفتا حواراً هذه السنة»، بعدما أفاد تقرير أصدرته الوكالة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، ب «وجود معلومات ذات صدقية تفيد بتنفيذ ايران نشاطات تتصل بتطوير رأس نووي». وأضاف أمانو: «لم تتحقق نتائج ملموسة حتى الآن. ايران لا تقوم بالتعاون الضروري لتمكيننا من تأمين ضمانات ذات صدقية حول غياب أي مواد أو نشاطات نووية غير مُعلنة. لذلك لا نستطيع التأكيد بأن كل المعدات النووية في ايران تُستخدم في نشاطات سلمية». لكنه شدد على أن الوكالة «ملتزمة بحزم تكثيف حوارها مع ايران، وسنتابع المفاوضات معها حول مقاربة منظمة، وآمل بالتوصل إلى اتفاق من دون تأخير». في المقابل، أكد المندوب الإيراني لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي، أن «أهداف النشاطات النووية الإيرانيةكانت وهي دوماً سلمية»، مشدداً على أن بلاده لا تفعل سوى «ممارسة حقها غير القابل للتصرف في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية». واعتبر أن المعلومات التي أوردتها الوكالة في تقاريرها كانت «مزيفة وأقل صدقية من الرسم الصبياني» الذي رفعه نتانياهو في أيلول (سبتمبر) الماضي، على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول «الخط الأحمر» للبرنامج النووي الإيراني. إلى ذلك، أوردت صحيفة «ذي غارديان»، أن مسؤولين إسرائيليين وإيرانيين يشاركون في اجتماع حول منع انتشار الأسلحة النووية في بروكسيل، مع ممثلين من نحو 10 دول عربية ومسؤولين أميركيين ووسطاء أوروبيين، لاستطلاع إمكان عقد مؤتمر دولي الشهر المقبل حول إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.