وينهي حلف شمال الأطلسي الناتو مهمته في ليبيا في يوم الاثنين 31 أكتوبر، صرح بذلك مسؤول بحلف الناتو، وجاء ذلك بعد سبعة أشهر من بدء عمليات جوية وبحرية ساهمت في إسقاط الرئيس الليبي معمر القذافي وقتله، أضاف المسؤول أن سفراء من دول الحلف البالغ عددها 28 دولة يجتمعون في بروكسل العاصمة البلجيكية، أكدوا رسميا القرار الذي تم التوصل إليه والقاضي بإنهاء مهمة حلف الناتو في ليبيا. وافق مجلس الأمن الدولي بالاجماع على مشروع قرار ينهي اعتبارا من التاريخ ذاته تفويض الأممالمتحدة الذي أدى إلى فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وسمح لقوات عسكرية أجنبية منها حلف الناتو باستخدام جميع الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين الليبيين. من جهة أخرى قال مسؤول ليبي كبير إن سيف الإسلام الابن الهارب للرئيس الراحل معمر القذافي يحاول الترتيب لتوفير طائرة تنقله خارج منطقة الصحراء حتى يتسنى له تسليم نفسه لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي. لم تتوفر تفاصيل كما لم يتسنَ التحقق من صحة هذه الأنباء لكن تشكلت صورة عامة منذ مقتل الرئيس معمر القذافي إثر وقوعه في أيدي قوات المجلس الوطني الانتقالي تشير إلى أن سيف الإسلام فرّ إلى الصحراء في جنوب ليبيا ولجأ إلى البدو هناك وأنه يسعى إلى ملاذ آمن في الخارج. قال مسؤول كبير بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي إن سيف الإسلام المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية عبر الحدود الليبية إلى النيجر.. ويبدو أن سيف الإسلام يحاول تسليم نفسه خوفاً على حياته إذا اعتقل في ليبيا كما حدث لوالده، لكن المسؤول قال إنه لم يجد وسيلة بعد للقيام بذلك. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه (يوجد اتصال مع مالي ومع جنوب إفريقيا ومع دولة مجاورة أخرى لتنظيم خروجه لم يحصل على تأكيد بعد.. مازال ينتظر ولم يتسنّ التأكد من صحة هذه التصريحات من مصدر مستقل). وحتى إذا تمكن سيف الإسلام من الحصول على جزء من الثروة الطائلة التي جمعتها أسرة معمر القذافي من وراء آبار النفط الرئيسة في ليبيا خلال 42 عاما من حكم البلاد فسوف تحد مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية من الفرص المتاحة له. وربما يفسر ذلك رغبته فيما يبدو في تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية الذي يظهر في اتصالات راقبتها وكالات المخابرات وعرضتها على الحكام المؤقتين في ليبيا بينما فرت أمّه وعدد من أخواته اللاتي بقين على قيد الحياة إلى الجزائر والنيجر. تقول المحكمة الجنائية الدولية التي تعتمد على الدول الموقعة على المعاهدة المؤسسة لها في تسليم المتهمين إنها تحاول التحقيق من مكان ونوايا سيف الإسلام ورئيس المخابرات السابق عبدالله السنوسي الرجل الثالث في مذكرة الاتهام التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بعد الرئيس معمر القذافي وسيف الإسلام. قال المجلس الوطني الانتقالي على لسان أحد أعضائه وهو المجلس الذي أسقط الرئيس معمر القذافي وسيطر على العاصمة طرابلس في أغسطس إن سيف الإسلام وعبدالله السنوسي موجودان معًا في حماية قبائل الطوارق في الصحراء الواسعة بالقرب من الحدود بين الجزائر والنيجر.. وقال مصدر المجلس الوطني الانتقالي إن سيف الإسلام قلق على سلامته ويعتقد أن تسليم نفسه هو أفضل خيار عنده. يريد سيف الإسلام الذي كان يعتبر بديلا إصلاحيا ليبراليا محتملا لكنه انحاز إلى والده معمر القذافي في صراع حياة أو موت هذا العام ويحاول المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي لا تصدر حكمًا بالإعدام. قال ريسا اج بولا وهو زعيم سابق لمتمردي الطوارق «استطيع أن اؤكد الآن أن عبدالله السنوسي موجود الآن في شمال مالي بعد أن عبر برفقة طوارق من مالي إلى النيجر أما بالنسبة لسيف الإسلام القذافي فهو متردد لكنه بالقطع في النيجر ويحاول أن يقرر ما إذا كان سيواصل إلى مالي أم يبقى في النيجر. يقول فادي العبدالله المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية إن المحكمة تحاول التحقق من تصريحات المجلس الوطني والتوصل إلى كيفية نقل المتهمين، وواصل القول إن الأمر يتوقف على مكان وجود المشتبه به وكيف يمكننا الاتصال به وما الذي يلزم لإحضاره إلى لاهاي. يرجح البعض أن يكون الاستسلام إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مجرد خيار واحد من خيارات سيف الإسلام القذافي الذي يتمنى أن ترحب به دولة إفريقية من الدول التي أغدق عليها والده كثيرا من العطايا وحين سئل عبدالحفيظ غوقه نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عما يفعله المجلس للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية قال إن الليبيين يأملون بمحاكمة المشتبه بهم بأنفسهم وستتم المحاكمة بموجب القانون الليبي.