يبدو أن فرنسا لا تنفك عن تكرار الاساءة للشريعة الإسلامية ، فقد قررت المجلة الفرنسية الساخرة Charlie Hebdo تسمية النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ( حاشاه بأبي هو وامي ) كرئيس تحرير لعددها الخاص الصادر يوم الأربعاء تحت عنوان «شريعة إيبدو» مع عبارة 100 جلدة إن لم تموتوا من الضحك !( تعالى الله عما يصفون) المجلة سبق لها أن أثارت زوبعة إعلامية ودبلوماسية عندما أعادت نشر في عام 2006م رسومات مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كانت نشرتها صحيفة «يولاندس بوستن» الدنماركية في سبتمبر/أيلول 2005م ، وكل ذلك دفع مجهولين إلى إضرام النار في مكتب الصحيفة الأمر الذي ادى الى شن هجوم عنيف على الإسلام بدعوى حرية الرأي . وصرح الرسام ومدير «تشارلي إيبدو» لفرانس برس «نتساءل ما علينا القيام به لعدم التسبب باستياء». وأضاف بدم بارد «لا نشعر بأننا أقدمنا على استفزاز إضافي. لدينا الانطباع فقط بأننا نقوم بعملنا كالعادة. الفارق الوحيد هذا الأسبوع هو أن النبي محمد على الغلاف وهذا أمر نادر ! ! السخرية بجميع أنواعها ليست إلا وجهاً آخر للعدوانية ، وهي الوجه الضاحك الذي يستخدمه البعض للضحك على البعض الآخر والصحافة الخفيفة الحقيقية الضاحكة يجب أن تُضحك الجمهور بدون السخرية على أحدٍ ، أي أن يكون الشعار «لنضحك سويةً» ، في حين أن السلوك الذي قامت به الصحيفة ، وإصرارها على إظهار الدين الإسلامي بمظهرٍ غير لائق والسخرية من جميع شعائره لا يمت بصلة إلى حرية الرأي ، فحرية الرأي تكفل احترام جميع الأديان –وشعائرها أيضاً – . الصحيفة الفرنسية لم تقم بكسر بروتوكول واحد هنا ، بل قامت أيضاً بتفكيك أهم مبادئ الإعلام وهي الموضوعية في التناول حيث أن رئيس تحريرها ترك لتوجهه الشخصي أن يطفو على سطح المؤسسة التي يُديرها ، بل وترك ذلك يشمل عدداً كاملاً ! وبالرغم من أن فرنسا دولة لا دينية منذ عام 1905 م فهي لا تعترف بالأديان ولا تعاديها، لكن ينص دستورها في مادته الثانية أنها «جمهورية علمانية، لكنها تحترم كل الأديان» ، إلا أن الصمت المطبق باستمرار على انتهاك احترام الإسلام المتمثل في المسلمين الموجودين بفرنسا ، يُثير الاستغراب ويدفع للتساؤل ما اذا كانت فرنسا مازالت بالفعل تطبق المادة الثانية من دستورها أم لا . السلوك المضاد –المتوقع –الذي اتخذه مجهولون ضد الصحيفة ، مُنتقد ولا يمثل السلوك الحضاري بالفعل بحرق مقر الصحيفة ، حيث لا يشجع الدين الإسلامي باي شكلٍ من الأشكال على الإرهاب السلوكي خصوصاً بحرق ممتلكات الغير . في المقابل يجب على الجهات المتخصصة –خصوصاً حقوق الإنسان –التواصل فعلياً مع القيادة الفرنسية لوقف الهجوم المضاد الذي يتعمده الإعلام الفرنسي ضد الإسلام والمسلمين ، فالأمر أصبح أكثر من مجرد تمثيل للرأي الآخر المضاد وأصبح فعلياً سخرية انتقامية .