يبدو أن حجاج الداخل والخارج باتوا في الافتراش سواء، على الرغم من العقوبات التي تم الإعلان عنها لمسؤولي مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل. ولجأ عدد من الحجاج الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بحملاتهم أو مؤسساتهم إلى الافتراش في عرض الشارع بعد أن تعثرت محاولاتهم للوصول إلى المخيمات الخاصة بهم. يقول الحاج محمد علي مصري أنه قدم وزوجته لأداء الحج، وعند نزوله في الحرم لأداء العمرة تركته الحملة مما اضطره إلى الوصول إلى منى سيراً على الأقدام!. نوم على الرصيف وأوضح أنه أصيب وأسرته بحالة من الإعياء ولم يجد حلاً سوى النوم على الرصيف خاصة بعد أن اتصل بمسؤولي الحملة فأخبروه أنه قريب منهم وأن عليه أن يسأل عنهم حتى يصل. أما أحمد أبكر وعبدالله حليم وصفوان مصطفى حجاج مقيمون فقالوا إنهم فضلوا الافتراش بعيداً عن حملات الحج بعدما سمعوا الكثير عن عدم مصداقيتها في تقديم الخدمات. وأشاروا كذلك إلى أنه ليس بمقدور الفرد محدود الدخل دفع 6 آلاف ريال من أجل الحج. وقال سعود إدريس: إن أسرته تضم 7 أفراد وأنه ليس بمقدوره دفع 4 آلاف ريال عن كل حاج مشيراً إلى أن حجه مفترشاً مع أسرته لا يكلفه سوى 500 ريال فقط. وأشار توفيق رضا أن خدمات مؤسسات حجاج الداخل متواضعة للغاية ولا تساوي ما يتم تحصيله من مال وأنه يفضل النوم على الرصيف عن الالتحاق بهذه الحملات. وكان وزير الحج د. فؤاد الفارسي صرح ل(المدينة) قبل 4 أيام بأنه سيتم إحالة المسؤولين عن حملات الحج الوهمية إلى الجهات الأمنية للتحقيق معهم ومن ثم إحالة القضية إلى الجهات القضائية لإصدار الأحكام المناسبة لهم. وأشار إلى أنه لا مجال أمام هؤلاء للتهرب من قبضة العدالة. ووصف الفارسي هذه السلوكيات بالخاطئة مشيراً إلى أنها تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.