لم يكن «حسن» يعلم أن رجال البحث والتحري بالمشاعر المقدسة بقيادة العقيد علي بن حسين هادي سيكونون له ولأمثاله بالمرصاد وأنهم سيكونون الحصن المنيع لحماية أمن حجاج بيت الله الحرام. سقط حسن النشال ( 38 عاماً يمني يقيم بطريقة غير نظامية ) في أيدي رجال البحث خلال نصف ساعة عقب تقدّم أحد الحجاج ببلاغ عن سرقة أحد الأشخاص. «المدينة» تواجدت الى جوار رجال البحث بمشعر عرفات وشهدت تفاصيل إلقاء القبض على النشال حسن والتحقيق معه وإحالته للقضاء والحكم عليه. بعد أن تعرّف رجال البحث على أوصاف الجاني من المدعي قاموا بالتعميم على أوصافه ميدانياً وخلال نصف ساعة تم التعرف وإلقاء القبض عليه بين ملايين الحجاج. أصبح حسن في قبضة رجال الأمن وبدأ ضابط التحقيق بمركز البحث والتحري في عرفة الرائد سعيد آل دبيس التحقيق معه ثم تمت إحالته إلى قسم البصمات للتأكد من سجله الجنائي وأخذ عينات من بصماته والعلامات الفارقة في جسده وتصويره جنائياً ومطابقة بصماته مع البصمات المخزنة في الحاسب الآلي واتضح من خلال التحري أنه صاحب 7 سوابق متعددة ما بين السرقة وانتحال الشخصية والتزوير خلال فترة اقامته في المملكة والتي قضى فيها احكاماً بالسجن تراوحت ما بين سنة وسنتين. وبعد اكتمال مجريات التحقيق واعداد لائحة الادعاء تم إحالة ملف القضية والمدعى عليه والمدعين الى قاضي الدائرة الثانية عشرة بالمشاعر الشيخ ابراهيم سليمان الربعي الذي اطلع على ملف القضية. عقوبة تعزيرية وبدأ عضو هيئة التحقيق والادعاء العام أحمد الغامدي في قراءة لائحة الادعاء التي تضمنت المطالبة بإيقاع العقوبة التعزيرية على المتهم ومصادرة الأموال والمقتنيات التي كانت بحوزته. إقرار التهمة وبدأ القاضي بتوجيه السؤال إلى الجاني حول إقراره بما تمّ اتهامه به في لائحة الدعوى من عدمه.. وأقرّ المتهم حسن بقيامه بعملية النشل لمقتنيات ونقود من جيوب عدد من الحجاج والفرار منهم طالباً من القاضي الرحمة وتخفيف العقوبة. وأبدى ندمه على ما فعل وأنه لم يكن يتوقع أن يقع في أيدي رجال البحث بهذه السرعة.. القاضي قام بحساب قيمة المسروقات التي أقرّ بها المتهم ووجدها قد بلغت حدّ نصاب السرقة الموجب لعقوبة إقامة الحدّ الشرعي فيها.. ثم أصدر أمره بأن تحال القضية والجاني إلى المحكمة العامة بمكة المكرمة للنظر في إقامة حدّ السرقة الشرعي عليه بعد انتهاء موسم الحج.