غالبًا ما تشكو الأمهات من شقاوة أبنائهن، ولكن قلة منهن من تشتكي خمولهم فجأة دون معرفة السبب، فيعتقدون أن الطفل أصبح هادئا، غير مدركين أنه ربما أصيب بالاكتئاب. تقول أم رغد: ابنتي تبلغ من العمر عشر سنوات طبيعتها مرحة وتحب الحركة، لكن أوقاتا أجدها فيها تجلس بغرفتها دون حراك يذكر، خاملة وعندما أحاول الجلوس معها تطلب مني أن أتركها بغرفتها بحجة إنها متعبة وتريد الراحة.وتذكر ام ريان ان ابنها دائم التضجر والبكاء، فتقول عن مشكلة ابنها البالغ من العمر 7 سنوات أنه دائما يردد كلمة أنا طفشان ويريد الخروج ليدخل في نوبة بكاء وكنت اعتقد انه «دلع أطفال» ولا أعيره اهتماما. وحول ذلك أكد الدكتور محمد الحامد استشاري الطب النفسي أن 1-2% من الأطفال والتي تتراوح أعمارهم بين (4-6) سنوات يصابون بالاكتئاب، كما من النادر جدا أن يصاب الطفل في عمر الشهور بهذا المرض. ويؤكد أن لهذه الظاهرة أسبابًا اجتماعية ونفسية أدخلت براءتهم نفق الاكتئاب المظلم. ويضيف: يمكن ملاحظة الاكتئاب لدى الأطفال منذ سن الثلاث سنوات ويعود ذلك إلى غياب الرعاية للطفل والاهتمام أو قدوم طفل جديد في الأسرة.ويوضح الدكتور الحامد أعراض المرض بأنها تظهر على الطفل في صورة البكاء المستمر وفقدان الشهية والعزلة الانطواء والأحلام المزعجة التي تأتي له ليلا والتبول اللا إرادي. ويشير إلى أن كثيرا من الأهالي يجهلون أعراض مرض الاكتئاب لأن الطفل في هذه السن لا يستطيع أن يعبر بصورة واضحة عما يشعر به من ضيق فيترجم ذلك بالأعراض التي سبق وذكرناها، إضافة إلى السرقة والكذب كذلك. حيث يعتقد الكثيرون أن مرض الاكتئاب اختص به الكبار دونًا عن الأطفال لكن الكآبة أصبحت من الأمراض النفسية المشتركة بين الكبار والصغار على حد سواء، لكن لازال البعض يجهل إصابة الصغار به. كما يشير الدكتور الحامد إلى أسباب الاكتئاب، ويوضحها الدكتور الحامد قائلًا: إن أهمها الصراعات الأسرية وفقدان الأم أو الابتعاد عنها وتعرض الطفل للإهانة والضرب، وكذلك وسائل التربية غير السليمة. ويؤكد الدكتور الحامد أن العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب هي الأمن إذا أعطي من قِبل الطبيب مختص ونفذ بدقة، وهو سريع ونتائجه ملموسة أما العلاج بواسطة اللعب فهو نوع من العلاج التحليلي الذي يداوي الطفل سواء كان منفردًا أو وسط جماعة من الأطفال.